بينما تعمل كافة الحركات الرياضية في العالم أجمع على استقطاب أفضل الكفاءات المهنية و الأكاديمية لتقودها و تخطط لمستقبلها بشكّل علمي سليم،و بينما يدرك القاصي و الداني أن العلم نور و الجهل ظلام،و بينما تنشد جماهير كرتنا خصوصاً، و رياضتنا عموماً أن يتم استخدام منهج علمي في تغيير الواقع الكروي للأفضل، في ظلّ كلّ ما سبق فقد طفت على السطح بعض التسريبات التي تفيد بمسعى اللجنة المؤقتة في اتحاد كرة القدم لطرح فكرة إلغاء شرط الشهادة الجامعية لمن يرغب بالترشح لرئاسة الاتحاد، و إلغاء شرط الشهادة الثانوية للراغبين بالترشح لعضوية الاتحاد في تصرف يُعد سابقة تاريخية في اعتماد عقلية تقوم على فكرة أن الجهل هو سبيل كرتنا للتطوّر والنجاح.
حتى كتابة هذه السطور فالأمر عبارة عن تسريبات و لكن هناك تصريحات تؤكد ذلك من بعض المتنفذين في رياضتنا ما يعني عملياً أن شيئاً ما غير نظيف و غير سليم يُطبخ لكرتنا بهدف المجيء بمن لا يستحق إلى قبة الفيحاء الكروية.
طبعاً لا يمكن أن نتعامل مع هذه التسريبات كوقائع و لكنها تبقى احتمالاً قائماً و بالتالي فالمسؤولية تقع بالدرجة الأولى على المكتب التنفيذي في الاتحاد الرياضي العام إن هو سمح بمثل هذه التعديلات، التي ستعود بكرتنا إلى الخلف أكثر في ظلّ الرغبة التي نسمع عنها بالسماح لأي شخص بالترشح، ليتبوأ مركز القرار في كرتنا تطبيقاً لمفهوم غريب جداً معاكس للمنطق تحت عنوان، الجهل نور و العلم ظلام!.
ما بين السطور -يامن الجاجة