الثورة – يمن سليمان عباس:
يحمل فصل الشتاء ما تبقى من خيره برقاً ورعداً ومطراً ليحل الربيع بعد أيام قليلة وعلى الرغم من أن الشتاء فصل الهدوء في البيت وبالعامية كما يقال الكنكنة والحكايا..
لكن الفضاء الأزرق حوله إلى انكفاء فردي.. الكل موجود لكن الجميع مشغولون بمحمولاتهم التي سلبتهم حتى الابتسامة..
ومن الطرائف التي تروى أن سيدة عندما يزورها أبناؤها من على مدخل البيت تأخذ أجهزتهم وتقفل درج الطاولة عليها لحين مغادرتهم.
تصرف حكيم وجميل من أجل تفاعل إنساني دافء..
أمس كانت العاصفة الهوائية والمطرية على قصرها كانت تعمل عمل السيدة الكهرباء التي لا تزورنا إلا نادراً وجدتها فرصة لتكمل غيابها، يوم كامل وما زالت وراء الحجاب لا أحد يدري السبب..
غيابها الطويل على الرغم من أنه أكثر من مزعج لكنه حررنا من استلاب المحمول لغياب الشحن وغياب الإنترنت.. وكانت جلسة حكايا مع الأحفاد الموجودين..
حتى أن أحدهم قال: ليت الكهرباء تبقى غائبة يوماً آخر… لنستطيع أن نمرن ألسنتنا على الكلام وجهاً لوجه..
قد تبدو أمنيته إنسانية دافئة ولكن لماذا: نجعل أبناءنا أحفادنا يصلون إلى هذه الأمنيات.. لم لا تكون منا نحن.. أليس من حق الحياة الاجتماعية علينا أن نهبها بعض وقتنا… شكراً للعاصفة ونأمل ألا تطول.