يفتح الفوز ذو النكهة المميزة شهية الجمهور على المزيد، ولا تعود القناعات كما كانت، ويرتفع سقف طموح مشجعي الفريق، وعندما نتكلم عن الدوري السوري، فإن هذه الحالة كانت نادرة خلال الأعوام الماضية بسبب الجمود الذي أصابه، وهذه كادت تتحول إلى قانون …فرق في أعلى السلم تتنافس على الصدارة باتت معروفة، وأخرى لها ترتيبها الثابت، وفرق في أسفل اللائحة تتنافس للهروب من شبح الهبوط الذي يلاحقها في سيناريو متكرر كل عام.
فريق الفتوة كسر هذه القاعدة خلال هذا الموسم، فسال لعاب جمهوره – وهذا حقه الطبيعي- على المزيد من الانتصارات، بعد تحقيقه فوزين غاليين جداً ومتتابعين على فرق كبيرة كالشرطة والاتحاد، وها هو الجمهور يطالبه بملحمة ستبقى في الذاكرة إن حقق الفوز فيها أمام الوثبة المتصدر!!.
بات الفريق ينافس على المراكز المتقدمة، وجمهوره ارتفع سقف تطلعاته ليلامس القمة التي يريدها أن تأتي من بوابة الفوز على المتصدر، تمهيداً لعودة الفتوة إلى مكانه التاريخي بين الكبار.
نقلة نوعية وقفزة هائلة،أن ينتقل الفريق من مكافح للهروب إلى منافس على اللقب، هذا ما يصنعه الانتصار، يقلب الموازين، ويضع خط انطلاق جديد متقدم لا مجال للتراجع عنه.
فريق الفتوة ليس إلا مثالاً، وعوامل انتصاراته، من عودة الروح القتالية للفريق، وتغير الشكل الهجومي مع التحفظ على الشكل الدفاعي الذي يحتاج الى عمل أكبر، إلى وجود إدارة خبيرة وفاعلة، وكادر فني يؤدي عمله بإتقان، جميعها مقومات لا بد أن تكون حاضرة كمرتكزات للنجاح..
نتائج الفريق الطيبة وأداؤه في المباريات التي تفوق فيها، وفرض هويته بوضوح، على الرغم من افتقاده بعض عناصره الهامة، ثمار يانعة لعمل مضنٍ وكبير لإدارة الفريق، أسهمت في النهوض بالفريق وعودته إلى الواجهة.
ومما لاشك فيه أن دخول الفريق بين الستة الكبار ليس هدفاً، لكن هذا الإنجاز أعاد الثقة للجماهير، وطمأنها على حال فريقها، وقدرته على تحقيق الألقاب، فالقادم أصعب وأكثر تعقيدًا، لكن هذه الجماهير تبدو واثقة بفريقها المتجانس، أن يقدم نفسه فيما تبقَّى من مباريات بأبهى حلة، وأجمل صورة، ويتوِّج ذلك ببلوغ المنصات،مع الآمال العريضة في مواصلةُ الثبات بهذه التوليفة، والوقوف صفًّا واحداً خلف هذا الفريق الطموح حتى يعيد الإنجازات التي افتقدها منذ زمن بعيد، فلا يليق بالبطل هذا الابتعاد الطويل عن البطولات مع امتلاكه لكل الإمكانات التي تتناسب مع التطلعات، والآمال أن تكون فرقنا كافة مستقرة إدارياً وفنياً ومالياً، لتكون مسابقاتنا مشتعلة في منافساتها، وهذا ماينعكس على منتخباتنا بالفوائد الجمة.
مابين السطور – سومر حنيش