هي أمي

رغم إيماننا بأن الأعمار مكتوبة، وأن سنين الحياة معدودة، لكننا مازلنا نحمل في أعماقنا تلك المشاعر التي ترفض الفقد وتنكر ما قد يؤول إليه حال من نحبهم عندما تجف الأقلام وترفع الصحف، ويصبح الموت هو سيد الواقع الأليم الذي هو آت لا محالة.

اليوم ولأول مرة في حياتي أشعر ببرودة وقشعريرة تتسلل إلى روحي، فالجميع منهمك بتقديم الأمنيات والمباركات لسيدة العطف والحنان والحب، بينما أنكفىء على نفسي يلفني الحزن الشديد على فراق والدتي، ومازال الجرح غائراً نازفاً على فراقها مع والدي تفصل بينهم أيام قليلة، لتصبح الحياة جدباء قاحلة، شمسها باردة، وماؤها بطعم العلقم، وكلّ شيء فقد ألقه إلا من ذكرياتهما وروحهما التي ماتزال تحوّم فوق حياتي تهدي إلىّ الأمن والسكينة والرضى بقضاء الله وقدره.

واليوم ولأول مرة أيضاً أحمل باقات الورد التي تحبها لأقدمها قربانا عند روحها الساكنة في العالم الآخر، وأنا أعلم أن روحها النقية ستصغي إلى نداءات شوقي إليها، فلطالما منحتني ذاك السلام الروحي وأغدقت من روحها لتسعد نفسي وتشرق أيامي.

قيل الكثير في الأم، وقد أبحر الكتاب والشعراء في وصف مآثر الأم ودورها في الحياة، وأجادوا الغوص في مشاعرها التي تسع الكون كلّه، وفي تضحياتها التي لا تعادلها تضحية، ولكن أنى لتلك الأقلام أن تعيد إلى أرواحنا الباردة ذاك الدفء السرمدي الذي ينعش قلوبنا ويمنحها الحياة، وأنى لمداد كلماتهم أن تضيء دروبنا بالحب والرضى وعبق نسائم أمي.

أمهاتنا أوطاننا الصغيرة، ومؤلم جدا فراق الوطن، أمي يا جسر الحب الصاعد إلى الجنة، أفتقدك بكل تفاصيل الحياة، السلام لروحك ولأرواح الراحلات من الأمهات، وطول البقاء للجميع.

رؤية ثقافية – فاتن أحمد دعبول

 

 

آخر الأخبار
بانة العابد تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال 2025   لبنانيون يشاركون في حملة " فجر القصير"  بحمص  ابتكارات طلابية تحاكي سوق العمل في معرض تقاني دمشق  الخارجية تدين زيارة نتنياهو للجنوب السوري وتعتبرها انتهاكاً للسيادة  مندوب سوريا من مجلس الأمن: إسرائيل تؤجج الأوضاع وتضرب السلم الأهلي  الرئيس الشرع يضع تحديات القطاع المصرفي على الطاولة نوح يلماز يتولى منصب سفير تركيا في دمشق لأول مرة منذ 13 عاماً  الجيش السوري.. تحديات التأسيس ومآلات الاندماج في المشهد العسكري بين الاستثمار والجيوبوليتيك: مستقبل سوريا بعد رفع العقوبات الأميركية الأولمبي بعد معسكر الأردن يتطلع لآسيا بثقة جنوب سوريا.. هل تتحول الدوريات الروسية إلى ضمانة أمنية؟ "ميتا" ساحة معركة رقمية استغلها "داعش" في حملة ممنهجة ضد سوريا 600 رأس غنم لدعم مربي الماشية في عندان وحيان بريف حلب من الرياض إلى واشنطن تحول دراماتيكي: كيف غيرت السعودية الموقف الأميركي من سوريا؟ مصفاة حمص إلى الفرقلس خلال 3 سنوات... مشروع بطاقة 150 ألف برميل يومياً غياب الخدمات والدعم يواجهان العائدين إلى القصير في حمص تأهيل شامل يعيد الحياة لسوق السمك في اللاذقية دمشق.. تحت ضوء الإشارة البانورامية الجديدة منحة النفط السعودية تشغل مصفاة بانياس لأكثر من شهر مذكرة تفاهم مع شركتين أميركيتين.. ملامح تحول في إنتاج الغاز