يتنافس الأبناء في برها ويتسابقون كسباً لرضاها، تراها كلّ يوم تضم في أحشائها ثلة منهم، إنه يوم الأم، يوم يختصر كلّ الأيام، يختزل كلّ المعاني، ويحمل في ثناياه أعظم القيم وأقدس الرسالات التي تحملها تلك الأم العظيمة التي عند قدميها تتفتح أبواب الجنان، ويهون في سبيلها الغالي والنفيس فداء لها.
هي عمود وأساس البيت حيث تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية، الأم التي أرضعت أبنائها لبان الحب والفداء للأرض، ربتهم بماء العين ونذرت لهم نفسها كي تعلو هامتهم قمم الجبال، ومن ثم نذرتهم فداء لتراب الوطن، وحفتهم بالدعاء وكللتهم بأكاليل الغار.
إنه يوم الأرض التي أنجبت الأبطال الذين هبّوا دفاعاً عن كرامتها وصوناً لعزتها، وما تهاونوا في ذلك قيد أنملة، كيف لا وهي الأرض والأم منبت الشهداء وموطن الفداء، وفي يومها وكلّ الأيام تنحني الهامات وتضيع كلّ المعاني أمام عظيم عطائها وقداسة ترابها.
وطننا الذي نرتبط فيه بقلوبنا وعقولنا ليس مساحة من الأرض، أو قطعة جغرافية، أنه الأم التي أرضعتنا الحب والعطاء والانتماء، هذا الوطن بحاجة إلى كلّ من ينتمي إليه، هذه الأم نبع من الحب لا ينضب يتدفق ليشمل الجميع، هذا الوطن يثق في أبنائه، في ولائهم وقدراتهم، هذه الأم تحيط أبناءها بالرعاية والحب دون تمييز، هذا الوطن يرحب بمشاركة الجميع في المجالات كافة، هذه الأم تدفع بأبنائها إلى ميادين العلم والعمل، والوطن يحفز الجميع على الإنتاج والبناء.
المرأة السورية حاضرة دائماً وبقوة شخصيتها بزمن كانت وما زالت فيه أكثر النساء في الظلمات، ساهمت بالانتصارات ومتواجدة في المحافل الوطنية، فهي التي تبني الأجيال من أجل الوطن، مؤكدة استمراريتها وقدراتها في بناء الإنسان لتكون دوماً في الصف الأول، الأم.. المربية.. الأخت.. وزوجة الأبطال في جيشنا السوري العقائدي الباسل الذي يحقق أكبر الانتصارات والإنجازات على الأرض.
نرفع رأسنا بعزة وفخار أمام عطاءاتهن.. إنهن المثل الأعلى في البطولة والفداء.. قدمن الروح رخيصة ليحيا الوطن.. وأذهلن العالم بشجاعتهن وتضحياتهن وصمودهن.. أصحاب همة وشرف لا يثنيهن عن أداء واجبهن أشد الصعاب وأحلك الظروف، فالمرأة وطن والوطن أم وسنحقق النصر بمثل هذه الأمهات وسنحقق النصر بمثل هذا الوطن.
أروقة محلية – عادل عبد الله