ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج
في خطوة أقل ما يُقال عنها أنها وقاحة سياسية طالب وزير الخارجية الأمريكي روسيا أثناء زيارة له إلى كييف لدعم المعارضة المستولية على السلطة بوقف الأعمال الاستفزازية والدعوة إلى وحدة أراضي أوكرانيا، وندد بما تقوم به روسيا من مطالبة لحماية مواطنيها في شبه جزيرة القرم متناسياً أن روسيا لم تطلق رصاصة واحدة في شبه جزيرة القرم، وهم ليسوا بحاجة إلى ذلك لوجود موالين لروسيا قادرين على حماية مصالح روسيا هناك.
وما حدث في أوكرانيا انقلاب ضد الدستور وفوضى لتغيير الأوضاع أعقب خداعاً سياسياً مارسته القوى المعارضة بنقض الاتفاق مع الرئيس الأوكراني والاستيلاء على السلطة، وبعد ذلك تتحدث الولايات المتحدة عن أعمال استفزازية وسواها وتتجاهل ما فعلته القوى المعارضة من فوضى وإرهاب واحتلال لمؤسسات الدولة وإنشاء هياكل غير شرعية للسلطة دون إعطاء الشعب الأوكراني فرصة لتقرير مصير بلاده من خلال المشاركة المتكافئة لجميع المواطنين الأوكرانيين وفي الأقاليم الأوكرانية كافة.
وما هددت به الولايات المتحدة من فرض لعقوبات على روسيا لن تجدي نفعاً وهي مضرة حتماً بالعلاقات المتبادلة، وسيتضرر منها جميع الأطراف، حيث المصالح المتشابكة والتي تضر بالاقتصاد الأمريكي والأوروبي كما تضر بالاقتصاد الروسي.
حيث لا مجال أمام الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الداعمين للانقلابيين في أوكرانيا إلا العودة إلى الاتفاق بين السلطات الشرعية والمعارضة وتنفيذ بنود هذا الاتفاق بما نصت عليه وعودة الرئيس الشرعي إلى أداء واجبه وسحب المظاهر المسلحة والمتظاهرين غير السلميين من شوارع كييف وإلغاء كل الخطوات الاستفزازية الفعلية للشعب الأوكراني والتي حدثت بفعل الخديعة السياسية التي نفذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها بحق السلطات الشرعية في أوكرانيا.