سفر الختام .. من أعماق الماضي البعيد

 

مدرسة بقاعة واحدة و صفوف متعددة و معلم أوحد .. كثيرون كانوا يقولون لها الجامع .. و هي ليست تسمية من الفراغ ..!! بل موروثة من العهد العثماني حيث بناها والي الشام الشهير مدحت باشا .. و بحسب التاريخ الذي كتب على حجر يعلو العتبة .. ربما كان حجر التدشين .. و بالرجوع إلى شبكة الإنترنت يظهر لنا أن تاريخ بناء المدرسة هو حوالي 1876 ميلادية .. أي في الربع الأخير من القرن التاسع عشر .. و يصنف حجر التدشين و التذكير الذي أشرت إليه أن هذا البناء بني بمحاسن حميدية .. نسبة للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني.

لم تكن الوحدانية في الصف التعليمي و المعلم و حسب .. بل هي المدرسة نفسها كانت الوحيدة في منطقة مترامية الأطراف تضم عشرات القرى .. لكم أن تتخيلوا حجم الواجب المطلوب من المعلم في هذه المدرسة ، و كانت تضم خمسة صفوف تبدأ بالصف الأول و تنتهي بالصف الخامس .. حيث الشهادة الابتدائية ” السرتفيكا ” يحصل عليها من ينفد من فحص مراقب بشدة تجريه وزارة المعارف – التربية اليوم – في مركز المنطقة أو القضاء في حينه.

بناء هذه المدرسة كان شاهداً على مبررات تسميتها بالجامع .. فواحدة من غرفها الثلاث ، هي مسجد .. وبقي المحراب منتصباً فيها حتى بعد أن جردتها الحملة الفرنسية لاحتلال الساحل السوري 1918 من سقفها بقنبلة قصفت من البحر ..

في غرفة صغيرة من الغرف الثلاث كان يسكن المعلم ..

و كانت الدراسة و التعليم تتم في الغرفة الثالثة .. من الضروري أن نقول : دراسة و تعليم .. لأنه عندما ينشغل المعلم في تعليم أحد الصفوف يكون على الصفوف الأربعة الباقية أن تنشغل بالدراسة .. و إلا.. يكن الشغب و الضجيج .. و ضبط الصف من أصعب مهام المعلم المنشغل معظم وقته في تعليم الصف الخامس .. لأن طلابه هم الذين سيقدمون إلى فحص الشهادة الابتدائية ” السرتفيكا ” .. و نسبة النجاح هنا هي التي تقرر نجاح أو فشل المدرسة … و بالتالي نجاح أو فشل .. المعلم ..

من ذاك الفج العميق انطلقنا حفاة عراة جائعين .. و سقط معظمنا على طريق التربية و التعليم .. والذين صبروا و صابروا و تابعوا و نجحوا كانوا شهود تغير الأحوال باتجاه الأحسن و إلى مسافات بعيدة جداً .. حيث الجامعات و المعاهد و المدارس العليا و التخصصات و البحوث .. إلخ .. مسيرة طويلة ابتدأت في ظل اليأس و البؤس .. و وصلت إلى حيث وصلت ..

يقولون :

دوام الحال من المحال .. و بالتالي التغيير ليس وارداً و حسب بل هو قادم .. و كل يأخذها بالمعنى الذي يختاره .. المتشائم يأخذها بأنها تعني تغير نحو مزيد من الانكسار .. و المتفائل يأخذها أنها باتجاه الخلاص و عودة الروح و الحياة ..

فلنتفاءل ..

As.abboud@gmail.com

معاً على الطريق- أسعد عبود

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا