حرية محفظة المال ..استعمار العقل والقيم

الثورة – رشا سلوم:
أطلق الغرب المصطلحات الرنانة والمخاتلة التي استطاع من خلالها العمل على استعمار جديد دون تكاليف مادية أو بشرية استعمار العقل والموارد .
الحرية والديمقراطية الاستثمار النمو العدالة تقرير المصير وغيرها دون شك هي عناوين براقة وجذابة وما من شعب في العالم الا ويتمنى ويتوق لأن يكون حرا من أي تبعية وقادرا على تحقيق التنمية الثقافية والاجتماعية …ولكن من يصدق بعد أكثر من قرن على هذه المصطلحات التي سوقها الغرب ومن خلالها عاث فسادا وتدميرا للشعوب ومقدراتها _ من يصدق وهو يرى الآثار على أرض الواقع؟
الشواهد التي يمكن عرضها لا تنتهي وهي ماثلة أمامنا وفي تفاصيلها الكثير من الحقائق التي تصدم المتابع .
كتاب والتمويل تأليف : ماري أن هالي . ترجمه إلى العربية هاني صوفي وصدر منذ فترة عن الهيئة العامة السورية للكتاب ..يسلط الضوء على آليات الفتك بالشعوب .
أساليب مبتكرة يقوم بها الغرب من خلال ما أسماه مؤسسات اقتصادية أممية مثل : صندوق النقد الدولي وكذلك البنك الدولي وغيرهما من المؤسسات المتوحشة التي تدخل باسم الاستثمار إلى الدول باسم انعاش الاقتصاد والاستثمار وإقامة المشاريع التنموية بحجة أنها تمول دوليا ولكنها على أرض الواقع تعمل على تفكيك الاقتصاد المحلي لهذه الدول وجعله اقتصادا ريعيا ميتا .
وتعمل بالوقت نفسه على تحطيم قيم الثقافة والمواطنة وجعل القيمة الأساسية هي الربح وجني المال بأي شكل من الأشكال.
وبالتالي تحويل هذه الدول إلى دول مديونة تعمل جاهدة على تسديد فوائد الديون التي تراكمت عليها والأمثلة التي يقدمها الكتاب كثيرة لا سيما في أمريكا اللاتينية حيث كانت الضربة القاضية لاقتصادات هذه الدول .

وتخلص المؤلفة الى القول (إن الديالكتيك الأساسي في الاقتصاد الرأسمالي الراهن، لم يعد إيديولوجياً، يتمثّل في التناقض المستعصي بين رأس المال والعمل؛ وإنما بين السوق الحرة والتدخل الحكومي أو بين الليبرالية «الجديدة» والدولة.

بتعبير آخر: يُعتبر الاقتصاد المغلق أقرب إلى اجتماعية السوق أو إلى التنمية المجتمعية. فعلاقاته الاقتصادية الخارجية تسخّر لخدمة التنمية الوطنية؛ مما يخفّف، جداً، من تعرّضه للأزمات الاقتصادية أو لارتدادات الأزمات الرأسمالية، عليه. إنّه اقتصاد حذر من الليبرالية «الجديدة» وأيديولوجيتها الخطرة.
على أية حال؛ إن العبرة لا تكمن في تجنّب الأزمة فقط، وإنما أيضاً، في الصبر على أذاها.

أو كما تشير اللغة الصينية؛ فالأزمة عبارة عن مشكلة و…. فرصة؛ أي مشكلة و…. حل!)

والكتاب يغمز بشكل غير مباشر من الحلول التي لا ناتي من داخل البلدان نفسها فما يأتي باسم محفظة المال الأجنبي يحمل معه أجندات تخفي في طياتها ما يريد الغرب ومؤسساته أن ينفذه وأهمه استعمار العقل وبالتالي إنهاك موارد البلاد باسم الشعارات المخاتلة حرية وديمقراطية وغير ذلك.

آخر الأخبار
توزيع ألبسة شتوية على مهجري السويداء في جمرين وغصم بدرعا   زيارة مفاجئة واعتذار وزير الصحة..  هل يعيدان رسم مستقبل القطاع؟   5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب"