أفول القطبية الأحادية.. هل بات قريباً؟

القوة الأمريكية العظمى تتراجع وربما توشك على الانهيار، هذا الكلام خلاصة تحليلات غربية وأمريكية نشرت على مدى الأشهر التي تلت بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وحرب العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة التي شنتها واشنطن ودول الناتو ضد موسكو وتداعيات ذلك عالمياً.

بعد تفكك الاتحاد السوفييتي 1991، فرضت واشنطن ما يسمى “النظام العالمي المبني على القواعد” كبديل عن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة المتفق عليه بين دول العالم ونظام القواعد هذا هو نظام المصالح الأمريكية تتولى واشنطن قيادته.. ومن يجرب الوقوف في وجهه، تعمل على تأديبه بالحرب والعقوبات الاقتصادية.

نظام القواعد الأمريكي هذا قسّم العالم إلى دول “العالم الحر” ودول “العالم الاستبدادي”، فكل من ليس مع واشنطن هو “استبدادي وديكتاتوري”، وكل من معها ينتمي إلى “العالم الحر الديمقراطي” وفي أي خلاف لواشنطن مع أي طرف من “عالم الديكتاتوريات” تشن حرباً اقتصادية أو عسكرية ضده وتجر “العالم الحر” أو تسوقه أمامها لخوض هذه الحرب.

هذا النظام، يتهاوى اليوم وفق منظور عدد ليس بقليل من الكتاب والمحللين في واشنطن وفي العالم، ودليلهم بحسب مجلة فورين بوليسي الأمريكية، عدم قدرة واشنطن على حشد دول العالم في حربها الاقتصادية وحملة العقوبات غير المسبوقة ضد موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا.

خلال قمة الولايات المتحدة- آسيان، التي عقدت في واشنطن 12-13 أيار الجاري حاولت الإدارة الأمريكية استغلالها لاستمالة الدول إلى صفها ضد روسيا، غير أن العديد من الدول أعلنت التزامها الحياد، ورفضت دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والعديد من دول الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا الوقوف معها ضد روسيا.

تعزي الصحيفة هذا التراجع إلى تراجع الديمقراطية الأمريكية وفشل واشنطن في تصوير الصراع مع موسكو على أنه معركة عالمية بين (الديمقراطية والاستبداد)، لكن في الواقع هذا الفشل نتيجة لتراجع هيمنة الولايات المتحدة العسكرية والاقتصادية وليس ديمقراطيتها، فلم تكن الولايات المتحدة في يوم من الأيام تتعامل مع دول العالم من منطلق ديمقراطي واحترام متبادل، والعالم بدأ يقول علانية.. من غير المقبول أن تمارس واشنطن دور اللص والشرطي في الوقت نفسه.

الحديث عن أفول القوة الأمريكية العظمي بدأ يتوسع وخصوصاً بين كتاب الرأي والمحللين السياسيين الأمريكيين الذين يقدمون النصح للإدارات الأمريكية في كيفية مواجهة السقوط القادم ومحاولة تجنبه.

المحلل في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فريد زكريا، يرى أن العقوبات الأمريكية غير المسبوقة ضد روسيا واستخدام الأدوات المالية كسلاح، قد يحرم واشنطن من هيمنة الدولار الذي سيطرت به على النظام المالي العالمي، وهو يعتقد أن الاقتصادات الكبرى في العالم كالصين والهند وروسيا وربما دول مثل البرازيل بدأت البحث عن أدوات مالية وأنظمة تحويل بعيداً عن الدولار وهذا سيؤدي في النهاية إلى إلحاق الهزيمة بالدولار وبالتالي توجيه ضربة قاضية للاقتصاد الأمريكي.

صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أثارت المخاوف من مقاطعة العديد من زعماء دول أمريكا اللاتينية لقمة الأمريكيتين المقرر عقدها في لوس أنجلس في العشر الأول من حزيران المقبل، فالرئيسان المكسيكي والبرازيلي لوحا بمقاطعتها في حال لم تدع الولايات المتحدة جميع دول أمريكا اللاتينية إليها، وسبق أن أعلنت واشنطن أنه “من غير المحتمل” دعوة دول مثل كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا إلى القمة.

وانضم إلى الدول المقاطعة رؤساء بوليفيا وهندوراس ومجموعة من دول البحر الكاريبي، الأمر الذي سيوجه بحسب الصحيفة “ضربة مذلة” للرئيس بايدن ولسمعة البيت الأبيض الذي يحاول تصوير القمة على أنها استعراض للقيادة الأمريكية.

لاشك في أن ما يجري اليوم، وخصوصاً خروج العديد من الدول التي كانت تعتبر الحليف الأقرب لواشنطن عن الطاعة الأمريكية، هو مؤشر على تراجع السطوة الأمريكية كقوة عظمى وحيدة في العالم مقابل تزايد قوة خصومها كالصين وروسيا، وهذا التراجع قد لا يتوقف قبل أن يصل لحظة الانهيار التي تحاول واشنطن إطالة مدتها باستماتة.

آخر الأخبار
المربون يطالبون بالتعويض.. خسائر كبيرة تطول مزارع الأسماك في اللاذقية الزراعة المحمية في منبج.. خطوة لتعزيز الإنتاج الزراعي وتحسين دخل الفلاحين تخفيض الراتب السنوي لمعوقي الشلل الدماغي في طرطوس محليات..بعد نشر "الثورة" تحقيقاً عنه.. مشروع ري الباب وتادف في صدارة أولويات الإدارة المحلية المدارس الخاصة في طرطوس عبء على الأهالي تحديات جمة تواجه العمل الإنساني في الخدمة المجتمعية نحو اقتصاد سوري أكثر جاذبية واستدامة.. مؤتمر استشاري يبحث بوضع خطة للتنمية وبيئة استثمارية شاملة  ترتيبات لعقد قمة سلام بين روسيا وأوكرانيا.. وسط مسائل ونقاشات خلافية   حدائق دمشق بين الاستثمار والحفاظ عليها.. هل تتحول المتنفسات الخضراء إلى مشاريع تجارية؟! لبنان: نبحث كل الملفات مع سوريا ولا خلافات عميقة إحياء لذكرى مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية.. زيارة مقبرة الشهداء بزملكا.. ومحاسبة المجرمين المتور... مناورة أم ترتيب أولويات.. بكين تطمئن واشنطن عدم نيتها شن هجوم على تايوان  أبعاده تصل إلى المستهلك.. مرسوم الإعفاء من الرسوم الإضافية الكهربائية يلاقي ارتياحاً تكبيرات الغوطتين في ذكرى مجزرة الكيماوي .. رسالة رمزية تؤكد أن السوريين لم ينسوا "إسرائيل " تقر خطة احتلال غزة وتستدعي 60 ألف جندي للبدء بالتنفيذ  موازنة تحول الأولويات.. خبير اقتصادي: أرقام الموازنة بداية لعقد اجتماعي بين الدولة والمواطن إلغاء الرسوم الإضافية على فاتورة الكهرباء يعزز الإنتاج لاعبات بردى يتصدرن شطرنج العاصمة "جسور الشفاء والأمل" للهلال الأحمر القطري.. بارقة أمل لمرضى السرطان في سوريا "الغارديان": تقاعس الاتحاد الأوروبي تجاه غزة هو تواطؤ وعنصرية