سفر الختام – الإصحاح التاسع.. أنعود لتلك الأيام؟ أم هي عائدة لنا؟

.. لم يكن باستطاعتنا أن نحدد موقع الشمس في رحلتها اليومية .. ولا لون أشعتها … الغيوم مطبقة على قبة السماء و المطر يهطل مدراراً .. بغزارة و دون توقف … منذ نزلنا من السيارة عند مخفر الحصان و اتجهنا إلى القرية .. و لم يبق في ما نرتديه خيط واحد غير مبتل .. طول الطريق الذي مشيناه في هذه الجبال الصامتة … يصل نحو خمسة كيلو مترات ، و قد دخلنا القرية .. أمامنا ينتصب بيت أحمد صالح و هو يبعد عن بيتنا أقل من كيلومتر واحد.. لكن أهوال المطر الذي لا يتوقف و ما يرافقه من برق و رعود .. و التعب الذي اعترانا في ذاك المسير القسري .. جعلنا نقصد هذا البيت المنفرد أول الضيعة لندفأ و نهرب من المطر .. و كانت فكرة خاطئة !!

نحن وصلنا “جبلة ” متأخرين ..و قد غادرت بوسطة الضيعة و لم يعد من عربة توصلنا .. و النوم في جبلة شبه مستحيل .. ثم أنا الخارج للتو من الطفولة بعمر 13 سنة ..مشتاق لأهلي .. فلم أزر بيتنا منذ بدأ العام الدراسي .. و قد بدأ متأخراً ذاك العام !! حيث وقع الانقلاب الذي فصل عرا الوحدة بين سورية و مصر و أسقط دولة الجمهورية العربية المتحدة في 28 أيلول 1961 و فتحت المدارس في 4 تشرين الثاني .. و كان قد اختير لي و كنت في الصف التاسع حيث شهادة الدراسة الإعدادية أن أذهب مع أخي محمد رحمه إلى المدرسة الخاصة التي يدرس فيها بقرية ” كنسبا ” .. بعيدة جداً .. لكنها توفر على أبي قسط المدرسة ..

كان المشي هو أول سلاح احتياطي للتنقل و الانتقال .. رغم رخص أجور النقل بالسيارات و البوسطات و الباصات .. كانت تنكة البنزين بسبع ليرات … و تنكة المازوت بليرتين و نصف ..و أجرة الراكب على المقاطع الرئيسية التي توصل بين المدن الصغيرة و مركز المحافظة .. وبين القرى و مراكز الأقضية .. نحو نصف ليرة للبوسطات و الباصات .. وليرة للسيارات الصغيرة .. و خمس ليرات و ربع الليرة بين جبلة و دمشق ..

كل شيء رخيص و متوفر .. لكن كانت أيام فقر .. ذاك الرخص و الوفرة كانا الداعم الأساسي للناس في حياتهم .. و كانت حياة صعبة ناضل الناس طويلاً للخروج منها ..

لذلك تراهم اليوم ترعبهم الحالة التي تذكرهم بظروف الماضي .. ولا يجدون طريقاً لمقاومة هذا الدفع و الدفش المستمرين لهم باتجاه تلك الحياة .. حيث يضطر الواحد منا للتنقل ماشياً لحل أمور حياته ..فقد توسعت المسافات و خرج الزمن من إمكانية أن يمضي بالحياة سيراً على الأقدام … فهل ترانا سائرين بذاك الاتجاه .. ولا وفرة ولا شيء رخيص ..؟؟!!

As.abboud@gmail.com

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق