يمرّ أبناؤنا اليوم بمرحلة مصيرية يتقدمون لامتحان شهادة الثانوية العامة بفروعها، تحفهم دعوات والديهم بقلوب رحمة، تترقب النتائج بقلق.. إنهم يخطون اليوم خطوتهم الأولى في طريق مستقبلهم، عاقدين الكثير من الآمال والأحلام.
لا يخفى على أحد رهاب الامتحان لدى أبنائنا مهما حاولنا أن نهدئ من روعهم، ولاسيما أن الامتحان الذي يخضعون له ليس حصيلة سنة دراسية واحدة، بل ختام مرحلة عمرية كاملة.. مرحلة اللبنة الأولى في مستقبلهم، دون الأخذ بعين الاعتبار أي ظرف قد يمرّ به أبناؤنا “الطلبة”- صحي أو نفسي أو اجتماعي.
إنها فقط مجموع درجاته التي يحصل عليها في نهاية هذه السنة، إنها العامل الوحيد في رسم مستقبلهم، وينتقلون بعدها لمرحلة التفاضل الجامعي، وهذه لحظة الصفر، معدلات مرتفعة قد تحرم طالب من فرع معين بسبب فارق بسيط في أجزاء من الدرجة، ما يدفعه لتحمل رسوم الجامعات الخاصة ونفقاتها سعياً وراء حلمه.. طبعاً لمن استطاع إليه سبيلاً.
وهنا تجد مفارقة كبيرة، إذ يعاني طلاب التعليم العام والحاصلين على المعدلات الأعلى، والمرتبات الأولى من كثافة في المنهاج وصعوبة في الامتحان، مقارنة مع أولئك المدللين في الجامعات الخاصة، إذ إن نظامهم الفصلي والامتحاني مختلف تماماً عن العام، وأكثر يسراً وسهولة، إذ تجزأ العلامة بين مذاكرات وامتحان، وهذا يعني توزيع المنهاج على هذه الاختبارات المرحلية.. بينما في التعليم العام الفرصة وحيدة أمام أبنائنا في الخضوع لامتحان مصيري واحد.
فهل من نظرة رحيمة لأبنائنا تشدّ أزرهم وتدعمهم.. ولاسيما بعد الأخبار المتداولة حول الدراسة الخاصة المتعلقة بالسنة التحضيرية للكليات الطبية ووضع رؤية جديدة لها، إضافة إلى فتح فرص التسجيل المباشر على بعض الاختصاصات النوعية من دون مفاضلة، ربما تكون هذه خطوة منصفة لأبنائنا وتقديراً لجهودهم.