الموتُ يغيِّب الأديب والناقد رفعت ديب

الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
خسر المشهد الثقافي الحمصي أحد الشعراء المهمين الذي كان لهم تواجد في العديد من المناسبات.. إنه الشاعر الناقد “رفعت ديب”، التقينا مع عدد من أصدقائه لنسلط الضوء على تجربته ومعرفة مسيرته الأدبية.
أكد الأديب “عيسى إسماعيل” بأن الأديب الراحل “ديب” شاعر ومربٍ ومدرس لغة عربية معروف، شارك في المناسبات الوطنية والقومية، ويعتبر أحد مؤسسي “منتدى حمص الثقافي” الذي تأسس منذ خمس سنوات، شارك بنشاطات المنتدى الدورية في المراكز الثقافية في حمص وخارجها كدمشق وحماة واللاذقية والسلمية..
كتب الراحل “ديب” القصيدة العامودية وتناول موضوعين أساسين الشعر الوطني والشعر الوجداني، فكانت قصائده الغزلية رقيقة، تذكرنا بشعراء الغزل، كتب غزلياته على البحر الخفيف والبحر السريع والبحر الطويل، نشر الراحل في الصحافة المحلية “العروبة” العديد من قصائده، إضافة للعديد من القراءات النقدية الخاصة بالنتاج الأدبي والشعري، التي صدرت لأدباء حمص، التي كانت تقام في المراكز الثقافية العربية، وألقى العديد من المحاضرات، و له العديد من الدواوين والدراسات الأدبية كمخطوطات..
تميز شعره بالأناقة والعبارات الجميلة البسيطة التي تدخل القلب، وكان الراحل متابعاً للحركة الثقافية الحمصية ولنتاجاتها الأدبية، وفي زيارتي الأخيرة له خلال مرضه العضال المفاجئ، الذي ألم به منذ خمسة أشهر، أخبرني بأن لديه عدداً كبيراً من المخطوطات، لكنها لم تنشر وتبصر النور بسبب الظروف الاقتصادية والمادية، وأناشد أبناءه بأن يعملوا على طباعة بعضها أو كلها تباعاً، لأنها ستثري المشهد الثقافي في محافظة حمص..
وأضاف “إسماعيل”: تميز الراحل بجمال الإلقاء وبحركاته و تعابير وجهه، وهو من الذين عملوا بجد خلال مسيرته كمدرس للغة العربية في مدارس وثانويات المحافظة، وقام بالتدريس في جامعة البعث، وممن عملوا على تمكين اللغة العربية في المحافظة، حيث خرَّج أجيالاً تتلمذت على يده، كان عاشقاً للغة العربية، ويؤلمه كثيراً عندما يسمع أحد الأدباء والشعراء يخطئ باللغة العربية الفصحى، وقد شارك في العديد من لجان التحكيم على مستوى طلائع البعث وشبيبة الثورة، وفي المسابقات الأدبية التي تجرى خلال العام..
من جهته تناول الأديب “إبراهيم الهاشم” تجربة الراحل، قائلاً: يعتبر الراحل ثروة تربوية وأدبية عالية، صقلها على مدى خمسين عاماً، تجربة ثرية في تعليم اللغة العربية بمختلف مراحلها وآخرها المرحلة الجامعية، فترك خلفه أجيالاً تهتدي بعلمه، وتستثمر في عطاءاته، وكان شعلة من الاندفاع والالتزام بقضايا شعبه وأمته والتي عكسها حبه وشغفه بالأدب عامة والشعر خاصة ، وهو عضو في رابطة الخريجين الجامعيين بحمص، وعضو مؤسس في منتدى حمص الأدبي، وكان يمتلك رصيداً كبيراً من المحبة والإعجاب عند كل من عرفه، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
أما الأديب بسام الجهني فتناول تجربة الراحل في سطور قائلاً: عرفتُ الشاعر الراحل “ديب” منذ زمن بعيد، والابتسامة لاتفارق محياه، يمتعنا دائماً بكلماته الحلوة وعباراته الجميلة، وتحليلاته المتفائلة، كان أكثر ما يغضبه من الأدباﺀ والشعراﺀ من يسيء إلى اللغة العربية، وثوابت الشعر، كان – رحمه الله – مسكوناً بحب الوطن والأرض والإنسان والجمال، فكان يحيي المهرجانات بنبرته الثورية وبوجدانه الرومانسي، فإذا تكلم عن الحبّ والجمال ترى شعره كأنه عينٌ صافية ينساب منها الماﺀ بين الخمائل والرياض، وإذا تكلم عن الميدان كأنه بركان يقذف حممه على رؤوس الطغاة، رحل عنا بهدوﺀ وترك لنا مجموعة من الأشعار مفعمة بالأصالة والجزالة، مترعة بالجمال والإبداع، ومترفة بالفل والياسمين والخزامى.
وداعاً أبا أحمد، وهذه باقة ريحانٍ أنثرها على قبرك الطاهر، أيها الغائب عن العيون والساكن في القلوب.

آخر الأخبار
"تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها انطلاقة جديدة لمرفأ طرطوس.. موانئ دبي العالمية تبدأ التشغيل سوريا والتعافي السياسي.. كيف يرسم الرئيس الشرع ملامح السياسة السورية الجديدة؟ هل تسهم في تحسين الإنتاجية..؟ 75 مليون دولار "قروض حسنة" لدعم مزارعي القمح