الثورة – هفاف ميهوب:
عندما حضر الروائي البرازيلي “باولو كويلو” معرضاً دوليّاً للكتاب، وكان هذا المعرض قد أقيم في “تونس”، صرّح للصحفيين، بأن عشقه للشرق وثقافته، ولإنسانه وقضاياه وحضارته، هو ما جعله يجوب في أنحائه، باحثاً في دياناته وأسراره وروحانيّته..
إنه البحث الذي جعل الإنسان ولا سيما العربي، محطّ إعجابه واحترامه، بل ومحور العديد من أعماله.. الأعمال التي تضجّ بروح الشرق وكلماته، مثلما بهموم إنسانه وقضاياه ومعاناته..
نعم، لقد عشق هذا الأديب الشرق وتأثّر به، وأكثر ما يدلّ على ذلك، شهيرته “الخيميائي”، مثلما قوله في المعرض الذي ذكرناه، معرض الكتاب الدولي:
“الشرق هو الشرق، ولن ينتهي ثقافياً بحدوث متغيّرات، كثيراً ما كان الغرب هو المتسبّب فيها… لا يمكن للغرب الذي يشوّه الحقائق والصور دائماً، ويسعى لحجبِ نور الثقافة العربية، أن يُلغي صفة ثقافة الحب عنها، فمن لا يحبّ الشرق، هو بلا قلب”.
يفتخر “كويلو” بهذا العشق، وبتأثير القضايا العربية على أعماله، مؤكداً بأنها أسهمت في إثراء هذه الأعمال، مثلما في جعل كتاباته ترفض الحروب والعنف والهمجيّة الاستعمارية..
لم يكن هذا التأثير فقط في روايات هذا الكاتب المعروف بمواقفه النضالية، وإنما أيضاً في لقاءاته ومقالاته.. المقالات التي عارض في إحداها الحرب على العراق، وانتقد الرئيس جورج دبليو بوش، ساخراً من غطرسته، ومحتجّاً على سياسته:
“يبدو ان ليس ثمّة وسيلة اليوم لإسكات طبول الحرب، لكنني أودّ أن أستعير كلمات أحد ملوك أوروبا القديمة، وهو يخاطب أحد غزاة بلاده: قد يكون صباحك جميلاً حيث تشرق الشمس على دروع جنودك، لكنني سألحق الهزيمة بك عند حلول الظهيرة!..
استمتع بصباحك الجميل، أيها السيد بوش، وبالمجد الذي يجلبه لك !.. “..