الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
بإحساس عالٍ بالمسؤولية تجاه أطفالنا ودور الرسم في حياتهم من تعبير عن الذات ومكنوناتها، وتنمية للمهارات الحركية، وبمحاولة لكشف مكامن الإبداع لدى أطفالنا، أقام فريق (مدى) الثقافي معرضاً بعنوان “معرض مواهب واعدة 2” بمشاركة كافة الفئات العمرية في قاعة المعارض في مديرية ثقافة حمص وخلال جولتنا في المعرض التقينا مع مشاركين بالمعرض. فأشار الفنان التشكيلي فريد وسوف منظم معرض مواهب 2 لفريق مدى الثقافي إلى أن المعرض يقام كل ستة أشهر بشكل دوري، ويشارك فيه 70 موهبة و175عملاً، وهنا يبدو المشاركون من كافة الشرائح العمرية ابتداءً من ست سنوات حتى الخمسين وغلب على المعرض المدارس الواقعية ويتفاوت مستوى المشاركين بين التميز وما دون بسبب فروق الأعمار. عضو مكتب التنفيذي بمجلس المدينة لقطاع الثقافة والسياحة والآثار لوريس سلوم تحدث عن جمال فكرة دمج الكبار مع الصغار، ليأخذ الصغار من تجربة الكبار ورأينا الفرح والأمل ينبثق من المشاركات ومما لفتها طفلة رسمت المرأة والقيود تكبلها بعفوية الطفولة، وتميز المعرض بغزارة اللوحات.
شارك محمد إقبال سليمان بست لوحات بألوان منها لوحة مقتبسة عن منحوتة لأنجلو رسمت بحبر الجوز، واستخدم في رسم لوحاته أقلام الحبر وألواناً مائية وقد خضب لوحته بالأحمر كتعبير عما يلحق بالجمال من أذى وجراح وتناول الطفولة وجراحاتها في الحرب، حيث أصبحت تختزن ذاكرة أطفالنا وشبابنا الكثير من مآسي الحرب العدوانية على سورية. أما أليسار الحكيم فشاركت بلوحة زيتية مقتبسة عن الفنان فانج بالألوان الزيتية وهي مشاركتها الأولى، ومن المشاركين آية ظفور مشاركة بلوحة واحدة كنوع من الدعم والتشجيع للمواهب المهندسة صوفي شاهين عبرت عن سعادتها بالمشاركة مشيرة إلى أهمية هكذا نشاطات بتنشيط الحركة الثقافية بعد سنين الحرب العدوانية على سورية. ومن المشاركين للمرة الرابعة الدكتور حسام عمران حيث ظهر تأثره بدراسته فدمج الطب مع الفن وتميزت لوحاته بالألوان الصارخة دون الرضوخ لنمط محدد وأشار لدور هكذا معارض بتطوير الفنان لذاته وقد استخدم في لوحاته ألوان الأكرليك وريشاً خاصة ميزت لوحاته، بمحاولة لبث روح الحاضر في لوحات الماضي فرسم الجوكندا بطريقة عصرية تتناسب مع أنثى هذا العصر من رتوش تجميلية وألوان زاهية بعيداً عن نمطية اللوحة الكلاسيكية وقد أدخل الطب النفسي في لوحته فظهر الاحتقان خلال رسمه العين وحولها مجموعة من الألوان الزاهية… فاطمة الأحمد من حماة وهي مشاركتها الأولى بأربع لوحات شع الأمل من أعمالها فيها الموسيقا وطيور السلام والفرح وكان للطبيعة نصيب من مشاركتها فرسمت الخيول تجري بجانب البحر كنوع من التمرد الضمني. شاركت ديما العباس 17 سنة بلوحتين تجسد الإرهاق والتعب والتضحية للوصول للحلم واللوحة الثانية تمثل التشاركية في الحياة وشاركت بثينة الحسن بثلاث لوحات تعبر عن القيود التي تكبل المرأة وبأنها تحافظ على أنوثتها برغم كل الظروف والصعوبات والحياة واضحة في أعمالها. وشاركت إنصاف سلامة بلوحة ربطت من خلالها بين الماضي والحاضر وبأنها سلسلة انتصارات فظهر قوس النصر في تدمر وساعة حمص الشامخة وجندي يرمز لعزة الوطن وشموخه ورمزت العروس للأمل وشقائق النعمان رمز الشهادة. ومن بين المشاركين سهيلة خليل التي رسمت الطبيعة بالألوان الزيتية وتقول إن المشاركة أعطتها ثقة بنفسها وحافزاً للإبداع. وعن فئة اليافعين 11 سنة شاركت حلا الحسن بلوحة واحدة ويوسف سليم تسع سنوات بلوحة زخرفة الذي قال إنه يسعى ليصبح فناناً.. وشارك كرم دلول ذو الأحد عشرة ربيعاً بأربع لوحات رسم فيها بورتريه باحترافية طفولية ورسم الراحل صباح فخري كنوع من الوفاء لفنه ما يدل على أنه من بيئة فنية تحترم الأصالة التقينا مع أحد الحضور الشاعر غسان دلول الذي أشاد بالمعرض بتشجيع المواهب الواعدة وعبر عن مدى سعادته بهذا المعرض الفني الذي يثبت أن سورية بخير.
