فتح كيان الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المتكرر على الأراضي السورية واستهدافه لمهابط مطار دمشق الدولي الباب على مصراعيه لتطورات خطيرة في المنطقة من شأنها تهديد حركة الطيران المدني والمسافرين والأجواء والكردورات الجوية بشكل غير مسبوق.
من المعلوم أنه سبق لكيان العدو الإسرائيلي أن قام بالعدوان على أبنية جانبية للمطار ومحيطة ولكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المدرجات وتهديد حياة المسافرين ومنع هبوط الطائرات فيه ضارباً بعرض الحائط القوانين الدولية الخاصة بهذا النشاط المدني العالمي؟
هذا العدوان الأحمق يدفع إلى القول إن كيان العدو الإسرائيلي انتقل في استهدافه للأراضي السورية إلى مرحلة تصعيدية يسعى من خلالها أخذ المنطقة إلى خيارات محفوفة بمخاطر كبيرة بعد فشله خلال السنوات الماضية دفع الجيش العربي السوري إلى معارك وخيارات عسكرية بعيداً عن أولوياته في تطهير الأراضي السورية من الإرهاب، وهذا لا يعني إطلاقاً أن الجيش السوري لم يرد على هذه الاعتداءات وفق استراتيجية مخالفة لردة الفعل التي يسعى إليها هذا الكيان.
لدى سورية عدة خيارات معقدة للرد على هذا العدوان الإسرائيلي بشكل مباشر، ولكن بالتحليل المنطقي قد يكون ذلك هو ما يسعى إليه كيان العدو الذي يبحث عن مبررات لفتح جبهات ومعارك جديدة يعتقد أنها ضرورة وقائية وتفتح الباب لإعادة خلط الأوراق في المنطقة ومحيطها الإقليمي بما يتناسب مع استراتيجيته العدوانية الهادفة إلى إخضاع دول المنطقة ومنعها من امتلاك عوامل القوة العسكرية والاقتصادية للدفاع عن سيادتها وشعوبها.
بالتأكيد ان الابتعاد عن تلبية الرد الذي يريده هذا الكيان لا يعني إطلاقاً أن سورية لن ترد على استهداف مطار دمشق الدولي وهو الأمر الذي من المفترض أن الجيش السوري وحلفاءه يعملون عليه ويدرسون كل أبعاده وأن يكون رادع لهذا الكيان في المستقبل.
إن التسرع في التعامل مع مثل هذه الحالات غالباً ما يؤدي إلى نتائج عكسية، وخاصة أن كيان الاحتلال الصهيوني يمتلك أحدث الأسلحة الغربية والأميركية ويتلقى الدعم العسكري واللوجستي من الجيش الأميركي المنتشر في المنطقة والرد على اعتداءاته يجب أن يأخذ في الاعتبار كل هذه الحقائق وبالتالي منعه من توظيفها بما يلبي خططه ضد سورية وحلفائها.
يواصل الاحتلال الإسرائيلي وخاصة خلال الأشهر الماضية تعزيز دفاعاته الجوية من خلال ما يعرف بالقبة الحديدية وهذا مؤشر على نواياه العدوانية وتحسبه وتخوفه من أي رد عليها، وتعكس تحركاته العسكرية في المنطقة وتهديداته الأخيرة باستهداف منشآت إيران النووية بالإضافة إلى محاولاته سرقة الموارد اللبنانية في البحر الأبيض المتوسط سعيه لافتعال حرب في المنطقة بعد فشل أو توقف مشروع الشرق الأوسط الكبير الأميركي الذي كان يعول عليه لفرض إراداته السياسية والعسكرية على حساب جميع دولها.
من المؤكد أن سورية سترد على العدوان الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي ولكن بما ينسجم ويتوافق مع أولوياتها وخياراتها في هذا الشأن، وهذا قد يحتاج لبعض الوقت حيث يفضل السوريون تطبيق المثل القائل العين بالعين…