نارٌ بلهيبٍ مختلف.. “الحرب الأخرى”

الدكتور مازن سليم خضور:

تحذيراتٌ متكررة من منصة الغابات ومراقبة الحرائق (فير مو) من ازدياد حصول حرائق في الغابات السورية، المنصة تعمل على إعداد ونشر الخرائط وتقديم التقارير الدورية لرصد حالة الغطاء النباتي في كل المواقع والمناطق السورية ومراقبة التعديات عليها.
المنصة التي أطلقت عام 2020 قدمت خلال العامين الماضيين دراسات تتعلق بحصر المساحات المتضررة من الحرائق عن طريق الصور الفضائية وتقدير شدة التضرر والخسارة في الكتلة الحية الناجمة عن الحرائق وخرائط خطورة الحريق للغابات.
من المعروف أن سورية غنية بتنوعها الحيوي النباتي والحيواني ويوجد في سورية حسب بعض المعلومات ما يزيد عن 3000 نوع نباتي علماً أنه إذا ما تم مقارنته بمساحتها فإنه رقم كبير خاصة أن نصف مساحة سورية هي مناطق جافة وشبه جافة.
وتقدر مساحة الغابات في سورية بما يزيد عن 230 ألف هكتار وتتركز بشكل خاص في الغرب والشمال الغربي بالإضافة إلى ريف دمشق، كذلك إلى ما يزيد على 230 ألف هكتار من الحراج الاصطناعية، وحتى العام 2005 تم الإعلان على ما يزيد عن 35 % من مجمل مساحة الغابات سواء طبيعية أو حراجية كمحميات طبيعية وذلك للحفاظ عليها، وتذخر الغابات السورية بالأشجار المعمرة والعالية وتتنوع فيها حسب الغابة والارتفاع عن سطح البحر وتعتبر الغابات السورية موطناً للكثير من الأصول الشجرية ويزيد عدد الأنواع النباتية والشجرية عن (500 نوع).
وتستحوذ اللاذقية وطرطوس وإدلب على أكثر من نصف مساحة الغابات في سورية وكل هذه النسب والإحصائيات كانت كذلك قبل الحرب الإرهابية على سورية.
ومع بدء الحرب الظالمة على سورية عام 2011 اختلفت هذه الأرقام بشكل كبير والأسباب مختلفة لكن أهم هذه الأسباب كانت:
• الحرائق والتفحيم من جهة.
• التحطيب والقطع الجائر من جهة أخرى.
أسباب الحرائق متنوعة كالسعي إلى توسعة الأملاك الخاصة أو الاستفادة من الفحم في التجارة- تجار الأزمات- أو حرق بقايا المحاصيل بطرق خاطئة دون وجود عوامل الأمان بسبب ضعف الإمكانيات أو الجهل بالتبعات أو بسبب الإرهاب وهو ما تحدثت عنه وزارة الداخلية عبر صفحتها الرسمية عن تنفيذ حُكم الإعدام بـ 24 مجرماً ارتكبوا أعمالاً إرهابية عبر إشعال الحرائق، كما تضمن الحكم معاقبة /11/ مجرماً بالأشغال الشاقة المؤبدة لارتكابهم أعمالاً إرهابية نجم عنها تخريب المنشآت العامة والخاصة والأراضي الزراعية والحراج عن طريق إضرام النار بالمواد الحارقة وكذلك الحكم على أربعة مجرمين بالأشغال الشاقة المؤقتة للتدخل بالأعمال الإرهابية وتضمن الحكم حبس خمسة أحداث لمدة تتراوح بين عشر سنوات واثنتي عشرة سنة لارتكابهم هذه الأعمال التي أدت إلى وفاة وتخريب الممتلكات العامة.
هذا بالنسبة للحرائق أما بالنسبة للتحطيب فعوامله مختلفة أيضاً ومتقاطعة في أغلبها مع أسباب الحرائق فالبعض منه هو التفحيم والبعض الآخر بسبب توسعة المنشآت الخاصة والملكيات الخاصة وقسم منهم بسبب قلة المحروقات لجأ إلى الغابات لاقتطاع الحطب للتدفئة وهنا يجب التمييز بين الأشخاص الذي قطعوا للتدفئة لمنزله والشخص الذي قطع للتجارة واستغلال الأوضاع وضعف الرقابة بسبب اختلاف الأولويات خلال الحرب.
ولتجنب تكرار الحرائق والحد من أضرارها هناك بعض المقترحات التي تساعد على ذلك ومنها ما كررته منصة الغابات ومراقبة الحرائق (فير مو) وهو عدم إشعال أي نيران في الغابات والمناطق الزراعية وكذلك الإبلاغ عن أي دخان أو نيران تتم ملاحظتها بالاتصال على الأرقام المجانية وهي 188 والرقم 113.
وبما أن فترة انتشار الحرائق تترافق مع موسم الحصاد فهناك مجموعة من الطرق التي قد تساعد في محدودية الحرائق في حال حصولها ومنها:
إنشاء مناطق فاصلة في المساحات الواسعة المزروعة لمنع امتداد الحريق.
التوعية الكبيرة بخطورة رمي أعقاب السجائر بالقرب من المساحات المزروعة والغابات في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وتشديد العقوبات على من تثبت إدانته بذلك.
تنظيف الأراضي المزروعة والغابات قدر المستطاع من بقايا الزجاج أو العبوات الزجاجية والتوعية بخطرها بسبب تركز أشعة الشمس عليها وتصبح مصدراً للشرر.
تنظيف أطراف الغابات والأراضي الزراعية قدر المستطاع من الأعشاب التي تصبح بسبب الحرارة هي الفتيل الأول.
الإبلاغ بالسرعة القصوى عن أي حريق أو دخان متصاعد عبر الأرقام المجانية 113و118.
مساعدة رجال الإطفاء – من هو قادر من المواطنين- وممن لديه الخبرة وبالأدوات الموجودة واستثمارها كالصهاريج واسطوانات المياه والجرارات ومعدات الزراعة لمواجهة النيران.

هذا على المستوى الشعبي أما على المستوى الحكومي والمؤسسات فقد تم العمل على مجموعة من الحلول التي تساهم في الحد من انتشار الحرائق وأضرارها منها دعم البنية التحتية من مسالك وطرق حراجية وخطوط نار وترميم وتعزيل الطرق الحراجية بالإضافة لزيادة نقاط التزود بالمياه وتعميم أجهزة الاتصال على مختلف مراكز ونقاط المراقبة

بالإضافة إلى العمل على زيادة أعداد مراكز المراقبة والتأكد من جاهزية جميع الإطفائيات والصهاريج والجرارات مع المضخات والخراطيم اللازمة وتجهيز سيارات وفرق التدخل السريع وشاحنات التزود بالمياه والمؤن الضرورية للسيارات وعناصر الإطفاء كل هذا إضافة إلى الاكتشاف المبكر للحرائق وفق نظام إنذار مبكر الكتروني عبر منصة لمتابعة حرائق الغابات تهدف إلى المساعدة على التدخل المباشر والسريع مهمتها إعداد خارطة أساس يحمل عليها شبكة الطرق الحراجية وخطوط النار وتوزع مراكز الإطفاء وأبراج المراقبة والمخافر الحراجية ومناهل المياه وتساعد هذه الخارطة في إدارة الحريق وتوجيه عناصر وفرق الإطفاء بصورة جيدة إلى أماكن التدخل المناسبة.
جميعنا يعلم أن إطفاء الحرائق خاصة في المساحات الواسعة والغابات يتطلب أدوات مختلفة ومعدات كبيرة بسبب وعورة التضاريس وكثافة الغطاء النباتي وقد يحتاج للطائرات المخصصة بذلك والحوامات واللباس الخاص والآليات المختلفة وفي سورية وبسبب الحصار الظالم على الشعب السوري ومنعه من استيراد مثل هذه الأدوات وصيانة المعدات الموجودة وتأمين قطع الغيار وكذلك استهداف مراكز الإطفاء والسيطرة على بعض الآليات وتخريب القسم الآخر من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة جميعها عوامل ساعدت في زيادة العبء على رجال الدفاع المدني والجهات المعنية بذلك وقدموا الشهداء وهم يحاولون إطفاء الحرائق المشتعلة.
خطوات تمت ويجب أن تستكمل لتخفف من أثر وضرر الحرائق ومنها الورشات التخصصية لدعم المتضررين من الحرائق مادياً ونفسياً علماً أنه تم تخصيص مبالغ كبيرة للمتضررين من الحرائق في عدد من المحافظات السورية بالإضافة لحملات التشجير المختلفة ومن قبل جميع الجهات الشعبية والحكومية والتوعية من خلال وسائل الإعلام بالغابات وأهمية الغطاء النباتي بالإضافة للمراقبة والتشدد بمن تثبت الإدانة بافتعال الحرائق عن طريق القصد وبهدف الإيذاء والضرر والعمل قدر المستطاع لتوفير وتأمين المحروقات لتجنب التحطيب من قبل الأفراد للتدفئة وأخيراً دعم جهود رجال الإطفاء والدفاع المدني من خلال العمل على تامين المستلزمات اللازمة من معدات ولباس للتعامل مع الحرائق ورفع طبيعة العمل.

آخر الأخبار
تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” مرسوم بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعد شاغر في دائرة دمشق الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية