الثورة -تحقيق -بشرى فوزي:
في متابعة للواقع الخدمي في أحياء دمشق ودور المجالس المحلية في الارتقاء بمستوى الخدمات وتحسينها وتقديمها للمواطن بأفضل شكل قامت الثورة برصد آراء المواطنين في المناطق التابعة لدائرة خدمات الميدان بدمشق وهي الميدان -البوابة -زاهرة -المجتهد-القدم – الدحاديل -تضامن والجهة اليمنى من دف الشوك.
*لاخدمات والمواطن يدفع الثمن..
“أم يحيى” تقول لست راضية عن مستوى الخدمات التي تقدمها البلدية حيث تنتشر الحشرات مع بداية فصل الصيف (البرغش والذباب ) ونتكلف نحن عناء إيجاد حل كي نتمكن من النوم حيث نضطر إلى شراء الأقراص الطاردة للحشرات أو البخاخ مؤكدة أن سعره مرتفع ويحتاج لنصف الراتب تقريباً ولامجال للنوم إلا بهذه الطريقة.. مضيفة ألا يكفينا ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء لتكمل معنا بالحشرات حسب قولها وتساءلت أين وعود أعضاء البلديات ومجالس المحافظات بتلبية حاجات الناس والوقوف إلى جانبهم مؤكدة أنها لم تعد تثق بالكثير من الوعود التي أطلقوها قبل أن يصبحوا أعضاء مجالس محلية مشيرة إلى اهتمام البعض منهم بمصالحهم الشخصية فقط؟ .
*المسؤولية مشتركة
“أبو خالد” مواطن يؤكد أنّ الخدمات ليست جيدة حيث تنتشر القمامة في كل مكان وتضيف الروائح المتناثرة منها عبئاَ جديداً على الناس من حيث انتشار الحشرات والأمراض مؤكداً أنّه يلقي اللوم على الناس أيضاً مناصفة مع المسؤولين فهم لايتقيدون برمي القمامة في مكانها ووقتها الذي حددته البلدية ولا يتقيدون بالحفاظ على نظافة الشوارع حيث نرى الأغلبية ترمي بقايا الأوراق والفوارغ في الشارع علناً بدون خجل ولا اهتمام.
“أبو محمد” عامل نظافة يؤكد أنه يقوم بتكنيس الشوارع وتنظيفها وبعد مدة قليلة وأحيانا قبل أن ينهي عمله يبدأ الناس برمي الأوساخ على الأرض ورمي القمامة خارج الحاوية ونثرها يميناً ويساراً بدون اعتبار لتعبه وعمله تحت أشعة الشمس أو في أيام الشتاء.
*تزفيت الشوارع يرثى لها..
“مجد” أيضاً غير راضٍ عن أعمال البلديات فالشوارع في حارته /دف الشوك /مهملة وتحتاج لتزفيت حيث تنتشر الحفر في كل متر تقريباً من الشوارع الرئيسة مؤكداً أن الشوارع الفرعية في الحارات يرثى لها فأين وعودهم؟ لقد اختفت بمجرد حصولهم على صوتنا ولذلك لن أنتخب أي واحد منهم في الدورة القادمة لأنهم لايخدمون المواطن وإنما أنفسهم فقط.
*الأرصفة بلا صيانة..
وأما الأرصفة فقصتها معروفة كما يقول عدد من المواطنين المستائين من مستوى الخدمات فالرصيف إن وجد فهو ممتلئ بالحفر التي تؤدي إلى أذية الناس حيث لا إضاءة في الليل ولايكاد يمر يوم بدون حادثة وقوع لطفل أو امرأة أو عابر ما متسائلين عن أعمال الترميم الموكلة لدائرة الخدمات ومؤكدين على أنها قديمة وليست جديدة حتى لا يرمون بحججهم على النقص في المواد وغير ذلك من الحجج المعروفة حسب قولهم.
*صلة وصل بين المواطنين والجهة المنفذة..
مدير دائرة خدمات الميدان المهندس “عمر الخطيب” أكد أنّ أعضاء مجلس المحافظة صلة وصل بين دوائر الخدمات من جهة وبين الناس من جهة أخرى حيث يقوم أعضاء مجلس المحافظة المنتخبين بطرح المشكلات وتوصيل طلبات المواطنين الخدمية لمجلس المحافظة وطرحها في اجتماعاتهم الدورية للوصول إلى وضعها في خطط فورية أو سنوية حسب الامكانيات المتاحة.. وأضاف الخطيب أنّ أولى المشاكل التي تواجههم كجهة تنفيذية هي نقص المحروقات ونقص الكوادر العاملة حيث انخفض عدد العمال من /٦٠/عاملا تقريباً إلى أقل من عشرة ويعود ذلك لمرض البعض وعجزهم عن القيام بمهامهم إضافة إلى تدني الأجور الذي أدى لتسرب العمال وبحثهم عن فرص عمل أفضل. وأشار الخطيب إلى أن رؤساء الدوائر يتم تعيينهم وليس انتخابهم.
*نقص في المحروقات والعمال..
“أحمد رجب” مهندس خدمات في دائرة خدمات الميدان أكد أنّ شح المواد (كالمازوت والبلاط ) من أبرز المشاكل التي تواجههم حيث تعمل الآليات لفترة قصيرة ثم تتوقف بسبب نقص الوقود إضافة إلى انخفاض عدد العمال إلى أقل من عشرة عمال مؤكداً أن عددهم سابقاً كان يتجاوز ثمانين عاملاً وهذا يعود برأيه لانخفاض الأجور وتقاعد بعضهم وأسباب أخرى كالأمراض وارتفاع أعمارهم وغير ذلك. وأشار رجب إلى أنهم يقدمون خدمات عديدة كتصليح الأرصفة وأطرافها وتعزيل المطريات وترميم للشوارع بالاسفلت وليس تزفيتها كاملاً إضافة إلى متابعة ترحيل الأنقاض ومنح رخص للبسطات ومتابعة إشغالات الأملاك العامة ومتابعة مخالفات البناء ومنح أذونات ترميم المنازل وغير ذلك.
وأشار “رجب” إلى أنهم يجتمعون بأعضاء مجلس المحافظة المنتخبين عن دائرة الميدان كل شهر مرة واحدة بحضورالمخاتير (ويعتبر المختار عضو لجنة حي) لدراسة الوضع الخدمي والوقوف على طلبات المواطنين ودراستها ووضعها ضمن خطة فورية أو سنوية ورفعها للجهات المختصة لإقرارها وتنفيذها فيما بعد.. وأضاف أنه لايمتلك معلومات عن عدد أعضاء مجلس المحافظة عن منطقة معينة كالميدان أو الزاهرة مثلاً ومضيفاً أنّ أعضاء لجان الأحياء على معرفة ودراية بهم ومؤكداً أن بينهم أعضاء فعالين على الأرض مقابل أعضاء لايعملون واصفاً إياهم بغير النشيطين.
*الخدمات جيدة..
عضو لجنة محافظة دمشق عن الدائرة الأولى (دائرة خدمات الميدان) “رفيق شاويش” أكد أن الخطط تنفذ حسب الأولويات والامكانيات حيث يتم تنفيذ الطلبات الطارئة بشكل سريع كالصرف الصحي والإنارة مضيفاً أنّ نقص المواد يشكل عائقاً أمام تنفيذ الخطط والخدمات وأضاف أن الآليات المستهلكة تشكل عثرة في تنفيذ الخدمات إضافة إلى نقص العمال حيث يستعاض عن هذا النقص بالعقود الموسمية لتنفيذ الخطط والخدمات. ويرى شاويش أنّ الخدمات المقدمة جيدة ومقبولة وذلك تبعاً للامكانيات المتوفرة حيث تم تصليح أرصفة وأطاريف إضافة إلى ترميم بعض الشوارع بالاسفلت بعد أن توفرت المادة. وفيما يخص الاجتماعات لدراسة طلبات المواطنين أكد “شاويش” أنّ هناك اجتماعات شهرية يحضرها أعضاء لجنة المحافظة عن الدائرة الأولى بحضور المخاتير وأعضاء لجان الأحياء إضافة إلى اجتماعات دورية كل /١٥/ يوماً وذلك لدراسة الطلبات الخدمية وترجمتها إلى أفعال على أرض الواقع.
*ختاماً..
بين حالة عدم الرضا من المواطنين عن مستوى الخدمات التي قدمتها وتقدمها الدائرة الأولى وبين حالة الرضا من قبل المسؤولين عن هذه الدائرة تفاوت واضح نراه جلياً في مستوى الخدمات في أحيائنا والشوارع عامة والتبرير جاهز دائماً نقص في المواد ولكن ربما تكون الدورة الانتخابية القادمة تحمل في جعبتها حلولاً وآمالاً جديدة ومقنعة للجميع.