الثورة_طرطوس_بشرى حاج معلا:
هائمة أنا فوق ذرا وطني ونوره الوضاء..
فوق سورية الحبيبة وروضها الفتان..
أسطر وجع الحرب وقافيات الجراح رغم موتي..
مازلت فوق قاسيون هائمة..
والروح هي الشآم..
هي الشهباء إذ يمتثل بها..
كوثر الوعد وسلسبيل الأزمان..
وكل لقب يسمو فوق نهج الألقاب..
هائمة بجرحي وعجزي علها تأتي الأيام ..
كوجه أمي وتحمل معها سر الشفاء والدواء..
هائمة.. اشتاق أبجديات الزيتون وأوغاريت النور..
أشتاق.. من يخيط جرحي وينسيني عصف الأقدار..
هذه بعض من الأبيات الشعرية التي سطرتها الكاتبة والروائية منال يوسف في نتاجها الفكري الثاني عشر “هائمة”..
الأم المتفانية روضة يوسف، والدة الكاتبة منال يوسف، عبّرت عن فرحها بنجاح ابنتها التي لم تيأس أبداً منذ أن تركت الدراسة في الصف السادس وإنما كانت المبادرة دوماً مع تشجيعها على كل كلمة تكتبها فكانت أول كلمة تكتبها بمحبة لأبيها في عيد العمال.
وأضافت: كتبت لمنال سبعة مؤلفات قبل أن تتمكن من اقتناء جهاز كومبيوتر وقام والدها بطباعتهم، فقد بدأت الكتابة بعمر صغير رغم عدم تمكنها من النطق أو الحركة بيديها بسبب الإعاقة التي تعاني منها وبعدها تمكنت من شراء جهاز كومبيوتر وأصبحت تكتب بنفسها وترسل للعديد من الجرائد والمجلات ليتم نشرها، حتى أصبح لديها الآن اثنا عشر مؤلفاً والذي تم توقيعهما اليوم هما: رواية (الهائمة) وديوان الشعر (دمع الأحزان)، اللذان يتحدثان عن الأزمة السورية والألم الذي رافق الجميع.
الإعلامي هيثم يحيى محمد في كلمته تحدث عن الكاتبة في حفل توقيع الروايتين، حيث استطاعت أن تقضي على معاناتها وتذلل كل الصعوبات سواء كان عدم قدرتها على متابعة دراستها إضافة إلى وضعها الصحي الصعب، واستطاعت بمتابعتها أن تحصل على لقب “الكاتبة المعجزة”، وعن هذا اللقب تقول الكاتبة: (إنه من أحب الألقاب إليّ، وآمل أن أكون على قدر هذه المسؤولية، فقد كان طموحي دائماً أن أرسم بريشتي لوحتي الخاصة، وكعشقي للنحت في الصخر، أتمنى أن أنحت بإزميل الصبر الأمل منحوتة أدبية مميزةً جديرةً بالقراءة).
وأشار إلى أن كتاباتها وصلت إلى روسيا الاتحادية، تم عرض تجربتها الممزوجة بالأمل والألم والتي أبدعت بكتاباتها وشعرها وأدبها كما تم عرض فيلم وثائقي عن حياتها وأعمالها ضمن احتفال أبناء الجالية العربية السورية والعديد من الأصدقاء الروس في جمهورية تشوفاشيا الروسية بيوم الثقافة السوري الذي أقيم بداية كانون أول 2021 في مبنى جمعية الصداقة بين الشعوب ونالت إعجاب وثناء المستمعين وتقديرهم الكبير، خاصة بعد أن شاركت في الحفل من خلال رسالة كلفت بكتابتها مسبقاً وتمت تلاوتها للحضور ترجمت فيها شجونها وبعض أحلامها التي تسعى لتحقيقها بالرغم من ألم الحياة.
وتحدثت فيها عن عمق العلاقات الثقافية والإنسانية بين الشعبين الصديقين الروسي والسوري، حيث قالت في رسالتها التالي: يسعدني ويطيب لي أن أشارككم هذا الحفل الثقافي المميز الذي يعكس طيبكم وصدق محبتكم تجاه وطني الحبيب سورية وإذ تسمو كلماتي بالمشاركة معكم كما تسمو مؤلفاتي برواية تسمّى «الهائمة» التي صُنفت بأنها أول عمل سوري روسي وبسيناريو فيلم بعنوان من موسكو إلى دمشق وما هذه الأعمال إلاّ ترجمة حقيقية لعشقي لروسيا الاتحادية وشعبها العظيم هذا البلد الذي كنتُ أعشقه منذ طفولتي وأتمنى زيارته من أجل العلاج والاستمتاع بجماله الرائع.
وأضاف: يليق بمنال الحرف وتليق به نثراً وشعراً ويليق بها الإٕبداع وتليق به ويليق بها التكريم وتليق به ويليق بها الأمل بصحة جسدية أفضل عبر علاجها في المكان الأميز هنا أو في روسيا أو في أي دولة أخرى وتليق به.. تحية لأسرتها الكريمة وقريتها الجميلة (الصليّب) الرائعة ولكل من ساهم في الحضور ومشاركة هذا الحفل ونجاحه..
الكاتبة أحلام غانم أكدت أن من يحمل هذا العقل النير ليس بعاجز والكاتبة تحمل في جعبتها الكثير من المقامات الوجدانية والروحية، هائمة في سوريتها هائمة بوطنها، كما أن احتضان السيدة روضة لابنتها بهذا الشكل أيضا معجزة.
نعم وجدنا الروائية تحمل في جعبتها حالة هذيان روحي نتيجة ما عاشته وما حصل طيلة الأعوام الماضية من دمار وخراب الذي شوه المعالم وكل من يقرأ لها يجد هذا الوجع الوجداني فكل آلام سورية تسجل في جغرافيتها عبر كل كلمة وكل حرف.
وأضافت الإعلامية رشا النقري بقولها: نبارك لمنال نتاجها الفكري الثاني عشر بين روايات ودواوين شعر ونصوص سينمائية بالرغم من وضعها الصحي الذي لا يمكنها من اللفظ بشكل جيد إلا أنها إنسانة تحمل الحب للوطن والإنسان والله أنعم عليها بالكتابة فكانت الروائية المعجزة بكل ما تعنيه الكلمة.