الثورة – فاتن أحمد دعبول:
انتخب مجمع اللغة العربية في جلسته العلنية الدكتور شفيق البيطار عضواُ عاملاً في مجمع اللغة العربية، وفي كلمته هنأ الدكتور محمود السيد رئيس المجمع العضو الجديد بثقة زملائه المجمعيين، واختيارهم له زميلاً عزيزاً ينضم إلى صفوفهم، ليسهم في خدمة لغتنا الأم العربية الفصيحة، عنوان شخصيتنا العربية وهويتنا الذاتية وروح أمتنا، وحاملة ثقافتها، وما الهوية العربية إلا هوية باللغة العربية.
وبيَّن الدكتور السيد الدور الذي يقوم به المجمع لخدمة اللغة العربية والمحافظة على سلامتها وجعلها وافية بمطالب الآداب والعلوم والفنون، وملائمة لحاجات الحياة المتطورة، والعناية بإحياء تراث الأمة تحقيقاً ونشراً، كما نص على ذلك قانون المجمع.
وأضاف رئيس المجمع متحدثاً عن السيرة الذاتية للدكتور شفيق البيطار، بأنه كان متفوقاً في مراحل دراسته الجامعية الأولى، ونال الإجازة في الآداب بمرتبة جيد جداً ودرجة الماجستير بتقدير امتياز، ومن ثم الدكتوراه بمرتبة الشرف عام 1995، واتسم بتعدد أبعاده تدريساً وتأليفاً وإشرافاً على الرسائل، وتحكيماً لعدد منها في الجامعات السورية، وتحقيقاً لبعض الدواوين الشعرية ودراستها، وإنجاز بحوث علمية، ومشاركته في ندوات ومؤتمرات، وإشرافاً على عدد منها.
د. وهب رومية: شخصية علمية متميزة
وبين د. وهب رومية في مشاركته أهمية الحفاظ على اللغة العربية وقال: نحن في مجمع اللغة العربية نريد للغتنا أن تحتفظ بقواعدها التركيبية ونظامها الصوتي، وأن تنفتح على آفاق العصر وروحه، لنستطيع التعبير عن هذا العالم الجديد بكل ما فيه من تفجر معرفي، ومن تكنولوجيا.
فاللغة قادرة على الصمود أمام عواصف التغيير والتبدل، لذلك اختارت كل جماعة بشرية لغتها الخاصة للتعبير بها عن ذاتها وحقيقتها، وعن رؤيتها للوجود.
وتحدث رومية عضو المجمع عن الجهود التي قام بها د. شفيق بيطار في مسيرته العلمية، فقد قضى 57 عاما في مدارسة الكتب التي زانها بالعطاء وحب الناس، ويكفي أن نراقبه وهو مع طلابه الذين يشرف عليهم فتراه يحل لهم ما صعب عليهم، ويقوّم بعضاً من آرائهم وأقوالهم، وينشر فوقهم جناح الثقة والمحبة، فيغمرهم ببساطته الآسرة وتواضعه الجم الذي يفيض عذوبة ومحبة.
وتوقف بدوره عند أهم الصفات التي يتحلى بها البيطار: باحث جاد مدقق، محقق حصيف، لديه رغبة جارفة في الاستزادة من المعرفة، وإيمان جليل بخدمة اللغة العربية وتراثها الخالد، وحرص مفعم بالأمل على استمرار مسيرة العرب الحضارية دون التنكر للماضي أو الانقطاع عنه.
وقد سعى إلى تحقيق الكثير من كتب التراث ومنها” ديوان حميد بن ثور الهلالي، ديوان كلب بن وبره في الجاهلية والإسلام في ثلاثة أجزاء، ديوان زهير بن جناب الكلبي، وديوان أبي بكر الصديق، واختيارات ابن مسافر من شروح العرب.. والعديد من الدراسات والأبحاث وإشرافه على ما يقرب من عشرين رسالة علمية أعدت لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراه، ومشاركته في الحكم على عدد كبير من الرسائل، وشارك في ندوات علمية وعدد من المؤتمرات العلمية حين كان أمين المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب.
وتسلم رئاسة قسم اللغة العربية، وكان رئيساً لتحرير مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الاجتماعية، وهو بعد كل ذلك يتمتع بموهبة إبداعية، فكتب مسرحية مستمدة من التراث عنوانه” لبن الناقة” وكتب ما يزيد على خمسين أغنية لبرنامج بيتنا العربي، ولبرنامج الأطفال، فاستحق بجدارة أن يكون عضواً عاملاً في مجمعنا العريق.
د. شفيق البيطار: سيرة حافلة
ووفاء للراحلين من أعضاء المجمع قدم د. شفيق بيطار سيرة ذاتية للعلامة محمد إحسان النص رحمه الله، وأنه كان الأول على أقرانه في جميع مراحل تعليمه وتخصصه، فنال الماجستير بامتياز على رسالته” الخطابة في العصر الأموي” فالدكتوراه بدرجة الشرف الأولى على أطروحته” العصبية القبلية وأثرها في الشعر الأموي” وعمل مدرساً في دمشق عشر سنين، ألَّف فيها ثلاثة عشر كتاباً في الأدب وتحليل النصوص والنحو والبلاغة والمطالعة.
كما عين مدرساً في كلية الآداب، فألَّف كتابه” حسان بن ثابت، حياته وشعره” وكتابه زهير بن أبي سلمى، حياته وشعره، نصوص من الشعر الإسلامي والأموي ومن خطب العصر الأموي.. والقائمة تطول من المؤلفات.
وعُين عميداً لكلية الآداب في العام 1975، وبعد استقالته انتقل إلى الكويت للعمل في جامعتها، وكتب فيها دراسات عن أبي حيان التوحيدي ونازك الملائكة ومحمود محمد شاكر وقبيلة إياد.
وعُين عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق، وشارك في أنشطته من مؤتمرات ومحاضرات وكتب لمجلته 36 مقالاً حتى عام 2010، وطبع له” كتب الأنساب العربية”.