إن معظم إدارات الأندية وأصحابها، إن جاز التعبير، يرون في التطور التقني في الإعلام ، ونعني بها وسائل التواصل وتفريخها العجيب غير المنضبط وغير المحسوب، تجارة رابحة!.
ربما يكون هناك صفحات مزعجة لإدارات الأندية تسميها بالخارجة عن الطوق، نعم هنالك منصات وصفحات تستقطب الألوف المؤلفة من الشباب وتحاول تكوين (ألتراس) خاص بها ، لكن في النهاية فإن كل جدل يثار ، سلباً أو إيجاباً، فإنه يصب اقتصادياً في مصلحة الإدارة ، فكيف يحدث هذا؟.
يصل عدد متابعي منصات الأندية العالمية الكبرى على وسائل التواصل إلى مئات الملايين، ومثلهم عدد متابعي المنصات التي تم تفريخها هنا وهنالك، فتجد منصات من العالم العربي والآسيوي والإفريقي باسم بايرن ميونخ وريال مدريد بالعربي، كما تجد محلياً عدة صفحات لتشرين والفتوة والوثبة والوحدة وكل الأندية، هنالك منصة مثلاً من السويد تدعم نادي الفتوة وتتحدث باسمه.
أدركت إدارات الأندية و أصحابها بين قوسين “بذكاء” أن هذا الجمهور العريض على وسائل التواصل هو جمهور (متبضع) مثله مثل جمهور المولات التجارية، وهذا عند الكلام على أندية عالمية قامت بابتكار متاجر إلكترونية رقمية دون تكلفة تذكر، وعرضت فيها بضاعتها المختلفة التي تحمل شعار النادي، وحققت بذلك أرباحاً طائلة، وهنالك ميزات أخرى كثيرة في العالم الرقمي حصلت عليها الأندية، حيث قام برشلونة والريال ببث محتوى عصري ومتطور للمشجعين الذين يدفعون المال، وإظهار شعار النادي إلى جانب أسمائهم .
هنالك أساليب أخرى لجني المال عن طريق بث المقاطع على ال YouTube و تحقيق أعلى نسبة من المشاهدات وهذه هي عملة رقمية تعود بالفائدة الوفيرة ، وهناك عقود الرعاية التي تدار عبر المنصات وتدر المال كما استطاعت أندية مثل مانشستر يونايتد اقتحام العالم الرقمي بقوة ، وأعلن ريتشارد أرنولد المدير الإداري للنادي أن فريقه هو الأقوى، على منصات التواصل عبر نشر مقاطع من الحياة الشخصية للاعبين على TikTok ، وجني الأرباح من خلال الإعلانات.
هنالك وجهان لعملة وسائل التواصل الرقمية ، ونحن هنا لانستخدم سوى الوجه المظلم ، استطاع الآخرون استغلالها لدعم أنديتهم مالياً، ونحن لانستخدمها إلا للتجريح وكيل الشتائم، أو المديح والنفاق الفارغ الذي لا جدوى منه ، وربما يكون الحل هنا كما يفعل الساحر حين يفتل العملة بين أصابعه نحو وجهها الآخر.
السابق