حمل العالم الافتراضي الكثير من المصطلحات وأعطى بعضها معنى وبعداً جديداً يضاف إلى المعنى المعجمي كذلك أدخل إلى مفردات المعجم مفردات جديدة صارت مع التداول مألوفة بغض النظر عن موقف اللغويين منها .
وهذه المفردات والمصطلحات مشحونة بدلالات كثيرة لن نقول إنها اجتماعية إنما تدل على سياقات التعامل بين أصدقاء العالم الافتراضي.
ومن يتابع هذا العالم المتنمر فسيجد العتب بين الأصدقاء
.هذا يتابع ذاك وذاك يمر مرور الكرام على منشورات الآخرين دون عناء التوقف عندها مهما كانت ثرة وغنية.
بل يمكن القول إن الكثير من أمراضنا الاجتماعية والنفسية التي كنا نداريها تظهر هنا .
هذا يقدم نفسه بروفسوراً وذاك حامل لوحة ألقاب وهو لايفك الحرف
وتلك وراءها جيش من المحللين والمطبلين والمزمرين لكل حرف تضعه على صفحتها ..
ومن الطرائف التي يمارسها نقاد الفيسبوك أن سطرين من الثرثرة اللغوية ينبري أحدهم ليكتب عنها أكثر من ١٥٠0 كلمة يحشر فيها مصطلحات عن اللسانيات والبنيوية وكاد أحدهم أن يقول عن هراء …إن كل حرف عندها يحتاج كتاباً ..
ولا يظنن أحد أن الأمر يقف عند بعض من لا يعرفون ألف باء الإبداع..
بل يصل إلى بعض من حقق مكانة ما في المشهد الإبداعي ..
يمارس التوحد الأزرق ويرى الآخرين مجرد قطيع عليه أن يرعى…
ومن لطائف الفيسبوك أنه اخترع ما يسمى النكز
والنكز مفردة لغوية فصيحة تحمل الكثير من المعاني في المعجم لكنها في العالم الأزرق تعني كما يقول غوغل
(تقوم خاصية النكز في الفيس بوك بتنبيه صديقك بطريقة مختلفة عن الكتابة أو الكلام المعتاد، وتقوم بتذكيره بوجودك والالتفات إليك، بمعنى آخر هو وسيلة «للتحركش» بين الأصدقاء كأن يلمس الصديق صديقه ليقول له «أنا هنا».
ومن باب القول المشهور السن بالسن والعين بالعين والبادئ أظلم
.نقول النكزة بالنكزة والإعجاب بالإعجاب والمتفاعل أفضل