لطالما شكل الماس الكهربائي باب فرج للعديد من الشركات الفاسدة في السابق التي كانت تقوم بافتعال حرائق مستودعاتها للتغطية على النقص بسبب السرقات .. وكان الماس الكهربائي دائماً في قفص الاتهام رغم إدراك الجميع أنه بريء ..
المهم اليوم ضبطت الماس الكهربائي بالجرم المشهود واقتنعت إلى حد ما أن اتهامه في السابق لم يأتِ من فراغ أو من مجهول،
” من دون أن أمنح صك براءة للفاسدين.. ولا أن أجعل الماس الكهربائي المتهم الوحيد”.
اتصل بي أحد مربي الأجيال وطلب مني الحضور بسرعة إلى غابة النيحا الواقعة بالقرب من منزلي ..
و لكونه أستاذي لم أتردد بالتوجه إلى هناك.. و إذ به يقف مع بعض المواطنين الذين كانوا عابري طريق وكالونات المياه بأيديهم ..
قال أستاذي: لهؤلاء كل الشكر .. فبينما هم على الطريق شاهدوا شرارات كهرباء نزلت من الشبكة الكهربائية التي تخترق الغابة، فوقف هؤلاء الغيورون وأحضروا المياه وقاموا بإطفاء الحريق في مهده قبل أن يمتد ويسبب كارثة خاصة أن هذه الغابة ملاصقة للمنازل..
معظم الغابات في طرطوس تخترقها الشبكة الكهربائية بشكل عشوائي وخطير خاصة أن هذه الشبكة تكون متغلغلة بين أغصان الأشجار …
الوضع خطير ويحتاج إلى حلول جذرية ..
ربما انقطاع الكهرباء وسياسة التقتين الطويلة في طرطوس حدت إلى حد بعيد من هذا الخطر .. و لكن ماذا لو أن وضع الكهرباء مستقر على مدار الساعة .. أكيد هنا سيكون الخطر أكبر وفرص الحرائق أكثر ..
طبعاً أخطرت مديرية زراعة طرطوس بالخطر المحدق بغاباتنا .. و كان الاتفاق على وجود حلين لا ثالث لهما:
الأول يتمحور بنقل الشبكة خارج الغابات..
الثاني يقوم في أساسه على تنظيف حرم الشبكة من الأشجار وقطع الأشجار المتلاصقة مع الشبكة بعرض ثلاثة أمتار يميناً و يساراً..
ولأن الجهات المعنية ستتحجج بضعف الإمكانيات نجد أن الحل الأول صعب التنفيذ ..
ويبقى الحل الثاني هو الأجدى والأوفر..