يقولون في المأثور أن الإنسان يحتاج سنتين أو أكثر حتى يبدأ الكلام ولكنه يحتاج نصف عمره وربما كله حتى يتعلم الصمت وبمعنى آخر أن يعرف متى يتكلم وكيف وأين يفعل ذلك وهل لما يقوله أثر ما ..هل يأتي بجدواه؟.
ولهذا أيضاً نستذكرالقول المأثور عندما خاطب حكيم رجلاً قائلاً : تكلم لكي أراك …يقابل هذا القول العربي القديم إنما المرء بأصغريه ..قلبه ولسانه وأيضاً القول : المرء مخبوء تحت لسانه فإذا ما تكلم عرف جوهره.
اليوم ونحن في فوضى الكلام والثرثرة التي طغت على كل شيء…في البيت والمدرسة والعمل والشارع..كلنا نثرثر ونحكي وقليل مما نلغو به يبدو ذا قيمة ومنطق.
يضاف إلى ما سبق الفضاء الأزرق الذي جعل العبقري والمعتوه في صف واحد ..وتحطمت قدسية الكلمة والمنابر حتى صرنا نتمنى ألا نعرف القراءة..
في هذا الطقس الذي تبدو فيه الكلمة خارج سياقها ودورها..
ومن باب المزاح دائماً قبل انطلاقي إلى العمل أضع الكمامة التي يبدو أنها اليوم أفضل لجام للهزر والثرثرة…
بالفعل تجربة جيدة جنبتني الكثير من المواقف التي قد تكون خارج السياق..
جربوا ذلك وستجدوا أنها لجام فعلي للكثير مما علينا ألا نقع فيه..
ومع ذلك تكلم لأراك ..اسمعني لتراني ..تعالوا نعد للكلمة دورها بهاءها قدسيتها ..هل نجرب؟.