أقل من ثلاثة أسابيع تفصلنا عن موعد انتخابات المجالس المحلية المزمع إجراؤها في الـ18 من أيلول المقبل.
وبنظرة سريعة على أداء بعض المجالس المحلية في مناطق ومدن بريف دمشق يتضح مدى التراجع الذي وصل بأداء بعض المجالس المحلية كما هو الحال في مدينة قدسيا التي يطالعك مدى الإهمال والتنصل من مسؤولية تحسين مستوى الخدمات منذ ولوجك مدخل المدينة الذي يستقبلك بشلال من مياه الصرف الصحي تنحدر من حي المنصورة فوق مستوى أوتستراد بيروت القديم والذي لم تحل مشكلته منذ أكثر من 7 سنوات برائحته النتنة التي تزكم أنوف القاطنين والعابرين لهذا الطريق لتنتقل بعدها إلى شوارع المدينة التي أتعبتها الرقع الإسفلتية والأرصفة التي اندثر وجودها بالتعديات من قبل أصحاب المحلات التجارية والبسطات والإشغالات على اختلاف أشكالها وألوانها.
وهنا لانستطيع أن نغفل الظلام الدامس الذي يحوف شوارع المدينة حتى في ساعات وجود الكهرباء النادر نتيجة عدم الاهتمام بواقع إنارة الشوارع والحواري ولكن أكثر ما قد يرهق ناظريك في هذه المدينة الصغيرة هو تكدس أكوام القمامة الكبير الذي حول ساحات المدينة الى بؤر للروائح المنفرة ولايختلف واقع الحال أبداً عند جيرانها في بلدة الهامة وقرى وادي بردى التي تفتقر لأبسط الخدمات والتي انشغل بعض رؤساء وأعضاء مجالسها المحلية بملاحقة مصالحه الشخصية وصرف الأموال والإعانات المقدمة للوحدات الإدارية في غير مكانها لتتراجع الخدمات عما كانت عليه سابقاً عشرات المرات.
وللأسف إن أعضاء معظم هذه المجالس يعاد انتخابهم في كل مرة من قبل المواطنين رغم ضعف وفساد أدائهم ليتمادوا في كل مرة في مد أيديهم الى الموارد التي خصصت لتحسين مستوى الخدمات والمرافق في تلك المناطق من دون أدنى رقابة أو محاسبة من قبل الجهات المعنية في محافظة ريف دمشق.
والمأمول أن تكون المجالس المنتخبة قريباً عاملاً في تغيير الصورة التي ظهرت فيها معظم المجالس المحلية السابقة في محافظة ريف دمشق والمساهمة في تحسين واقع المحافظة من جديد.