ربما هي مبادرة جميلة ما قام به وزير التربية من احتفالات في اليوم الدراسي الأول للطلاب في مختلف مراحل التعليم وفي غير مدرسة، تحت عنوان:”التحول في التعليم” فقد تابعت وسائل الإعلام ورديفتها وسائل التواصل الاجتماعي، تلك الاحتفالات التي واكبت عودة الأطفال إلى المدرسة، في طقوس من الفرح والبهجة، شارك فيها وزير التربية والعديد من المعنيين بشؤون التربية والتعليم.
جاءت هذه الاحتفالات بناء على تعميم وجهته الوزارة لمديرياتها في المحافظات، دعتهم للاحتفال بمناسبة بدء العام الدراسي، لنشر الفرح بين الطلاب وتشجيعهم على متابعة تحصيلهم الدراسي بروح مفعمة بالحب للمدرسة والمدرسين، وخلق علاقة حميمية مع كادر المدرسة من المعلمين والهيئة التدريسية.
ولكن هل هذا ما يفتقده الطلاب في مدارسهم فقط؟ فالمشكلة أظنها لا تقف عند موضوع احتفال أو مهرجان أو حتى حضور رسمي يواكب افتتاح المدارس مع الشكر والتقدير لهذه المبادرة، لأن القضية هي أعمق من ذلك، فالطالب لا يجد في مدرسته تلك الرعاية التي تحفزه على الدراسة، سواء لجهة المناهج والطرق التدريسية التي “أكل عليها الدهر وشرب”، فلا إبداع ولا تحفيز في تقديم المعلومة، ولا طريقة لافتة تجذب الطالب إلى مدرسته.
ناهيك بالأعداد الكبيرة التي تحشر في الصف الواحد، من دون توفير أي وسيلة صحية، فإما حرارة عالية تذهب العقل، أو برد قارس يتجمد بسببه الدم في العروق.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، كيف يمكن للمدرس أن يقوم بعمله، ويقود العملية التدريسية بالشكل الذي يحقق فيه نتائج مرضية.
لا شك أن الأمر يحتاج إلى مزيد من التخطيط والدراسة، ووضع المعايير المناسبة التي تنهض بالواقع التدريسي، والعودة إلى الأنشطة اللاصفية”المطالعة والموسيقا والفنون”، واستخدام الوسائل التعليمية التي تعين الطالب على استيعاب المنهاج المدرسي بشكل مبسط، فالواقع يشي بأن مدارسنا ليست بخير.
المستقبل يبدأ من هنا، من مدارسنا، والأطفال مشاريع مستقبل الوطن، فليكن تحولاً حقيقياً في التربية والتعليم، وغرس قيم المواطنة والمحبة والتسامح، ففي قلوبهم ينبت الأمل وبسواعدهم نسمو ونرتقي.