الأحاديث المستمرة عن العقبات التي تعترض ألعابنا الرياضية، من فنية إلى إدارية إلى مالية، على صحتها، فيها الكثير من التقزيم والتبسيط لمشكلات أكثر عمقاً وتأثيراً على سيرورة هذه الألعاب، وعلى رأسها، كرتا القدم والسلة.
ثمة بون شاسع بين من يعمل وفق رؤية مبنية على أسس تراكمية، لصناعة الإنجاز وتحقيق الألقاب، وبين من يصر على أن الإنجاز مقصود لذاته، لأنه يرضي الغرور وينتزع التصفيق والمباركة!! ذلك أن الفريق الأول يخطط ويرسم الاستراتيجيات، انطلاقاً من بنية تحتية متينة، توفر كل متطلبات النجاح والتفوق، ويبني حجراً حجراً، ويصعد السلم درجة درجة، فيبدو واثق الخطوة، ماضياً إلى أهدافه بثبات واتزان. فيما يبقى الفريق الآخر رهين الظروف، حبيس الإمكانات المتاحة، أدواته محدودة جداً، يحاول جاهداً أن يبني صرحاً من الرمال، يطلق عليه تسمية إنجاز، ولو انهار قبل أن ينتصب!
مشكلاتنا الكروية والسلوية، ليست حكراً على المنتخبات، بل تشمل الأندية أيضاً، لأن العلاقة بينهما ذات تأثير مزدوج، وفي كلا الاتجاهين، وإن كانت الأندية تمثل القاعدة، وتشكل المنتخبات البناء من الخارج والداخل أيضاً، وليس ثمة فوارق، بين إدارة المنتخبات وإدارات الأندية، فجميعها تفتقد لروح الاحتراف وجوهره، وتتمسك بقشوره وهيكله الواهي.
لن تكون لدينا رياضة نوعية منافسة، إن بقينا أسرى تلك العقلية المتهافتة على الألقاب الخلبية، والإنجازات الآنية، والتي لايمكن إلا أن تكون طفرات وشذرات.