الملحق الثقافي-غسان شمه:
ما إن تصعد الشاعرة النحريرة إلى المنصة، بغاية الثقة بالنفس، وبكثير من الأناقة التي ترخي بظلالها اللطيفة على أجواء القاعة، حتى تتطاول أعناقنا إلى أقصى ما تستطيع لنتابع ونصغي بكثير من الرجاء الأدبي ما ستلقيه على أسماعنا من شعر أو قصة، جادت بها قريحتها ذات معاناة روحية ونفسية..وقد سبقها ناقد مفلق قدمها بكلمات منمقة عن عوالمها الشعرية الزاخرة بالخيال والصور الفنية وأجنحة الإبداع، لترتفع حرارة الانتظار لما سيلقى من فوق منصة تشهد الكثير من الكلام المقفى وغير المقفى، في مجالات متعددة، لكن اليوم سيكون للإبحار في عوالم الشعر المشحونة بالعاطفة والتوتر وإبداع يدعي جديده… ولكن بعد دقائق معدودات تبدأ بشد بعض من خصلات شعرك، إذا كان لديك شعر، لا بسبب الضحالة الفنية والإبداعية، في كثير من الأحيان، ولكن أيضاً بسبب اللغة المتكسرة التي تنزل على ما شنفت من آذان كوقع الصخر من علٍ على صدغك..!
وإذا كنا نتفهم رغبة الكثيرين في كتابة الشعر، أو أي نوع من الأدب، في ميدان التجريب الذي هو حق مشروع لكل راغب، فإنه من الضروري أن يدرك الجميع أن اللغة هي الحامل الجميل لهذا الإبداع.. واللغة هذه ميزان مهم في دوحة الشعر والشاعرية، فليس من المقبول أن تستمع لشاعر أو شاعرة، أو أي أديب، وهو يلحن باللغة، ويرفع المنصوب أو ينصب المرفوع..
وأعود للقول إن التجريب في حقول الإبداع حق للجميع، وسيبقى من التجارب المختلفة، أو أجزاء منها، ما يستحق البقاء والتقدير.. ولكن اسمحوا لي أن أتقدم لكم بطلب صغير، أيها الأعزاء ودون زعل، وهو أن يقوم «بعضكم» بعرض قصيدته أو قصته على عارف بقواعد اللغة، لكي لا يتعرض لمواقف مثيرة «للدهشة»…وربما طلبنا من القائمين على هذه الأنشطة اشتراط ذلك خاصة على من أثبت «مرة ومرة» وقوعه في مثل هذه الورطة.. مع الرجاء من الجميع أخذ ما سبق بروح رياضية..!
العدد 1118 – 1-11-2022