الثورة:
لم تكن الولايات المتحدة الاميركية منذ أن بدأت خيمة دولة حاملة للقيم والمبادئ الإنسانية , أبدا و وهي بهذا المعنى السلبي جدا وفية لما قامت عليه من مجازر و إبادات تعمل وفق فكرة موغلة في العنصرية والعدوان , ولذا لا نجد غرابة أن معظم التوحش العالمي في الفكر المعادي للآخر هو من نتاج العقل الأميركي , صحيح أنه عقل مبدع في الابتكارات والاختراعات التقنية , لكنه مازال متوحشا يعيش في كهوف الأحقاد والضغائن , يعمل على تدجين كل ما ليس أميركيا , وإذا لم يستطع فالمجازر هي الحل .
لم يكن هنتغتون مخطئا عندما وضع كتابه منذ فترة من الزمن تحت عنوان ( صراع الثقافات ) وليس الحضارات كما ترجم إلى اللغة العربية , وفيه يميز بين عدة ثقافات تتنازع البقاء , صحيح أنه عنصري تماما حين يؤكد على المركزية الغربية ويرى أن الثقافة الغربية هي التي يجب أن تسود لأنها برأيه تقود العالم الآن و يتجاهل الثقافات والقيم الإنسانية الاخرى .
وقد يسأل أحد ما ما مناسبة الحديث عن صراع الثقافات والقيم ؟
ومن البدهي أن يكون الجواب مما نراه الآن على أرض الواقع تماما , ليست حروب مصالح فقط , بل هي حروب ثقافات وقيم , الولايات المتحدة وعلى ألسنة المؤسسين يقولون : قدرنا أمركة العالم , ونحن أمة القطيعة مع الماضي , أي لا قيم إلا التي يقدمها الأمريكيون ويرون أنها المناسبة وعلى رأسها ( الغاية تبرر الوسيلة ) ودعه يعمل دعه يمر , وما تقوم به واشنطن الآن من دعم غير محدود لأوكرانيا في نازيتها الجديدة فضح كل شيء , وقد تناقلت وسائل الإعلام العالمية
دعوة:
سيناتور أمريكي لتدمير روسيا ويكشف عن سبب “خطير” يهم كل المتشبثين بقيم المجتمع التقليدية
(قال السيناتور الأمريكي الديمقراطي عن ولاية ميريلاند، جيمي راسكين، إن “روسيا دولة مسيحية أرثوذكسية ذات قيم اجتماعية تقليدية ولهذا السبب يجب تدميرها بأي ثمن كان”)
نعم يجب ان تدمر روسيا والعالم الثقافي والحضاري والمترقي حسب ما يراه منظرو السياسة الاميركية لأن هذه الدول ليست في ركب المثالب وانحطاط القيم الأخلاقية , ليست في قائمة الدول التي تعمل على تدمير البنى الاجتماعية وتحويلها إلى غريزة القطيع , هو الآن بكل وضوع صراع بين ثقافتين , الأولى إنسانية نورانية تعمل على تحقيق القيم والمثل العليا , وثقافة كما أسلفنا متوحشة تعود في جذورها كما يقول علماء الاجتماع والانثربولوجيا إلى حضارة وثقافة روما المنغمسة بالدم والحروب والمصالح هي التي تحكمها وتدفعها إلى كل ما تقوم به .
ولايجد من يعمل وفقها غضاضة في أن يدمر البشرية من أجل حفنة دولارات , هذا الصراع الثقافي الذي يظهر عسكريا لم ولن يتوقف أبدا , وعلى ما يبدو أنه سوف يستمر طويلا , ولن يحسم إلا بعد فترات طويلة , وخطورته كما ينبه علماء الاجتماع عالية جدا , لأننا اليوم أمام أسلحة قادرة على الفتك بالبشرية مرات ومرات , وربما يصح هنا قول المفكر السوري الراحل شاكر مصطفى ( إنها حضارة الطين )