الثورة:
حين يرحل الشاعر الشاعر حقاً تفقد الارض نجماً كان يزين لغتها, ويفوح جمالاً وبهاء, يزرع النور في القلوب وهو الذي تنازعته دروب الألم والمعاناة, وراء كل قصيدة غصة وحكاية, وراء كل صورة بيانية نار اشتعلت في القلب والجسد, وشرايين نزفت, وروح تمزقت حتى غدت الصورة بهاء يزداد بهاء.
عادل الشاعر السوري المجبول بحب الأرض، والإنسان المترف عذاباً في تجربة الإبداع, كما غيره ممن سبق في موكب الرحيل يفرد جناحيه مع موسم الشتاء, توحد مع ديمة سكوب ومضى يهطل في أرض واسعة, قد يعود بنفسجة, إقحوانة, باقة نرجس, لا أدري ماذا يعود, لكنه حقيقة سيعود بشكل ما, يتفقد الجمال الذي زرعه, أراد أن يكون عطراً في مكان ما, مع كل حل وترحال, يتفقد أحوال الشعر والشعراء..
وحسب الدراسات النقدية (يعتبر أسلوب كتابة شعري متميز، نشر مجموعته الأولى (قمصان زرقاء للجثث الفاخرة) عام 1979، ثم أتبعها بنحو عشر مجموعات شعرية، منها (ضفتاه من حجر – 1981) و(مسودات عن العالم 1982) و(الليل أفضل أنواع الإنسان – 2015).
انتقل محمود عام 2008 لكتابة الرواية، وفاز بجائزة دبي الثقافية للإبداع – الدورة الخامسة، عن روايته (إلى الأبد ويوم).
وكما تقول المواقع الالكترونية: فقد شاء القدر ألا يعلم الكاتب الراحل عادل محمود بفوزه منذ أيام بجائزة السيناريو في مهرجان قرطاج السينمائي، عن النص الذي كتبه لفيلم “الطريق” من إخراج عبد اللطيف عبد الحميد، حيث كان محمود راقداً في المشفى بحالة غيبوبة.
كتب عادل محمود المقال الصحفي والقصة القصيرة والرواية إلى جانب الشعر الذي كان ملعبه الأساسي، وقد حملت نصوصه أسلوب وأحلام جيل الأربعينيات بعد موجة الحداثة الأولى التي شهدتها قصيدة التفعيلة والنثر)
يقول عنه الشاعر والناقد الأستاذ خليل صويلح في دراسة مهمة:
(عادل محمود في مديح الهشاشة… في السبعينيات من القرن المنصرم، بدا أن قصيدة النثر، تطرق أبواب المشهد الشعري السوري بقوة، على يد كوكبة من الأسماء اللامعة مثل نزيه أبو عفش، وبندر عبد الحميد، ومنذر مصري، ورياض الصالح الحسين، ودعد حداد، ومرام المصري، وآخرين. كان عادل محمود (1946) يلملم أوجاع منع ومصادرة مجموعته القصصية الأولى «القبائل».
هكذا، التحق بهذه الموجة متأخراً في «قمصان زرقاء للجثث الفاخرة» (1979)، ليضيفه محمد جمال باروت إلى كتابه المرجعي «الشعر يكتب اسمه» (1981) بوصفه أحد شعراء القصيدة الشفوية. وستحتل قصيدته «عمي إيفان» صورة الغلاف. حمل هؤلاء أعباء الموجة الثانية ببسالة، بعدما حرث محمد الماغوط الأرض الوعرة لهذه القصيدة بمعجمٍ مختلف.
اليوم يعود صاحب «مسودات عن العالم» إلى بستانه الشعري في مختارات تحت عنوان «أنا بريء كسراب» (دار التكوين- دمشق) مكتفياً بقصائد من مجموعاته الأربع الأخيرة «استعارة مكان»، و”حزن معصوم عن الخطأ»، و»انتبهْ إلى ربما»، و»الليل أفضل أنواع الإنسان».
يبرر الشاعر أسباب تخليه عن تجاربه الأولى بأن لكل شاعر مختاراته، وتالياً عليه أن يزيح جانباً كل ما هو فائض عن فضاء التجربة في مرحلة نضجها، رافضاً فكرة الأعمال الكاملة التي تقع في باب تقديس الذات وتجاهل ارتباكات البدايات، أكثر من انتسابها إلى الشعر الصافي)
من أعماله:
«قمصان زرقاء للجثث الفاخرة» 1979
“ضفتاه من حجر” (1981)
“مسودات عن العالم” (1982)
“استعارة مكان” (2000)
“حزن معصوم عن الخطأ” (2003).
«انتبه إلى ربما» 2006
رواية «إلى الأبد و… يوم» 2007
«القبائل» مجموعة قصصية 2008
ديوان «بريد الغرباء، كلمات وصور» كتاب يحتوي مقالات صحفية 2008
ديوان «الليل أفضل أنواع الإنسان»