تستعد وزارة الثقافة لإطلاق احتفالية أيام الثقافة السورية، في 23 من الشهر الجاري وحتى 26 منه، تحت شعار”تراث وإبداع” ويبدو أن اختيار العنوان كان مدروساً بعناية، فالثقافة السورية لا شك غنية بتنوع مشاربها، وهي تنهل من معين التراث وتنهض به، وتسعى إلى تطويره وفق تطورات العصر، دون أن تفقده هويته.
وكما في كل عام، ستفتح الوزارة الستار عن برامج غنيّة ومتنوعة من الأنشطة الثقافية في مجالات الرسم والتشكيل والمسرح والموسيقا والندوات الحوارية الفاعلة التي تنم عن عمق في الثقافة وانفتاح على ثقافات العالم، وتؤكد من جديد عشق السوريين للفن والثقافة وقدرتهم على تجاوز سنوات الحرب، والتغلب على التحديات التي تواجهه في ظل الحصار الاقتصادي الجائر.
هذا إلى جانب ما يقدمه المبدعون من نتاجات على صعيد الإبداع كافة، والذي يحظى بعناية فائقة وتخصص له الجوائز ويكرم المبدع، إن كان لجهة الفنون على أنواعها، أو على صعيد النتاج الأدبي بأشكاله كافة، فوزارة الثقافة تسعى لرعاية الأعمال الإبداعية التي تعزز الانتماء الوطني وترتقي بالقيم وأساليب التعبير من أجل بناء مناخ ثقافي وفكري متوازن، بعيد عن التطرف والتعصب، والتركيز على جيل الشباب الذين يعول عليهم المجتمع ليكونوا أمل المستقبل وفرسانه.
حالة من الفرح يعيشها السوريون في مهرجان أيام الثقافة السورية على مستوى المحافظات والمدن، وخصوصاً عندما يكون للأطفال بوابتهم الخاصة التي يدخلون منها إلى عالم الإبداع، ففي كل يوم إنجاز جديد يقدمونه عربون محبة لأوطانهم، ولم تكن شام البكور الوحيدة ولا الأخيرة التي حققت هذا الفوز في عالم تحدي القراءة، فهناك أطفال مبدعون ربما لم تعطهم الظروف الفرصة المناسبة للمشاركة، ولكن بذور الإبداع لديهم تنتظر اليد البيضاء التي تمتد إليهم بالرعاية والاهتمام لتضيء لهم دروب المستقبل.
إنه الوطن غني بأبنائه، غني بثقافته وحضارته، وغني بمبدعيه، فلتكن أيام الثقافة في دورتها الحالية، وثيقة للتاريخ ورسالة للعالم، بأن ثقافتنا وتراثنا خالدان على مر العصور، وسورية ستبقى دائماً أرض الحضارة ومهد الثقافة.