حالة هدوء عام غير مسبوقة تعيشها كرة القدم السورية حالياً، وذلك ليس بسبب إنجازات منتخباتنا التي تُرضي الصغير قبل الكبير، ولا بسبب قوة مسابقاتنا المحلية، وسيرورتها وفق ما هو مخطط لها، ولا حتى بسبب الإستقرار الذي يعيشه اتحاد اللعبة الشعبية الأولى، وإنما بسبب إنشغال الشارع الرياضي بمنافسات المونديال الكروي العالمي الذي ما زالت منافساته في أطوارها الأولى.
في الحقيقة فإن المزاج العام في الوقت الراهن بعيد تماماً عن مشاحنات الجو الكروي المحلي، كما أن الاهتمام بكرتنا من قبل مشجعيها و متابعيها حالياً ليس ضمن أولويات عشاق اللعبة لأن ما يتم تقديمه في المونديال هو شيء مختلف تماماً عن كرة القدم التي تعرفها أنديتنا ومنتخباتنا، ولاسيما أن هذه الأخيرة تمارس شيئاً يشبه كرة القدم، و لكن لا ينتمي إليها بأي حال من الأحوال.
لن ندخل في مقارنات من حيث الملاعب والمستويات والتنظيم، فنحن ندرك أن الفروق شاسعة ولن نطلب تقديم شيء قريب مما يقدمه المونديال، فنحن نعلم أيضاً أن هذا ضربٌ من الجنون، ولكن بكل صراحة فإننا نتمنى ديمومة نعمة المونديال لأنه أبعدنا ولو بشكل مؤقت عن الأذى البصري الذي اعتادت كرتنا تقديمه منذ عقود.