إذا كنا قد تكلمنا سابقاً عن المال ودوره في صنع كأس عالم،يفتخر به كل العرب من محيطهم إلى خليجهم، فإن فخر العرب الرياضي الحقيقي في كأس العالم هذا لم يصنعه المال!! إنه منتخب المغرب الذي صح أن يقال: إنه وحد العرب كلهم حوله، فمظاهر الفرحة به تجاوزت التعاطف لتتحول إلى دموع واحتفالات جنونية.
لم نعتبر،نحن العرب، هزيمة المغرب لبلجيكا وإسبانيا والبرتغال رياضية فقط، بل حملت لنفوس العرب فرحاً لا يعادله فرح، ولن ينسى هذا الجيل الدرس المغربي أبداً، ولكن إذا لم يكن المال هو من أحدث الفارق، فما أدق وأهم تفاصيل هذا الدرس؟
تحول منتخب المغرب خلال المونديال إلى مدرسة على وسائل التواصل، وكانت الأخلاق إحدى أهم ركائزه وعلى رأسها الانتماء، فكل عناصر المنتخب المغربي يحملون جنسيات دول أوروبية طلبتهم لتمثيل منتخباتها فاختاروا الأم، اختاروا وطنهم ومنتخبهم وإن لم يفوزوا ولم يتوجوا، أليس هذا هو قمة الانتماء ؟ أليس هؤلاء هم الرياضيون الحقيقيون بكل معنى الكلمة، عندما هزموا إسبانيا فإن الحارس الإسطوري بونو كان كندي الجنسية، هو الذي حقق مع نادي إشبيلية انتصاراته لكنه اختار وطنه، وأغلب المنتخب المغربي يحمل الجنسية الفرنسية لكن انتماءهم كان للمغرب أولاً وللوطن العربي ثانياً وللقارة المظلومة ثالثاً.
الأخلاق تجعل من الرياضي عملاقاً، وكيف لا يختار لاعبو المغرب وطنهم وقد اشتعلت وسائل التواصل بصور تقبيلهم لرؤوس وأيدي وأقدام أمهاتهم ؟!