قلت في نفسي وليس، في دنيانا ما يمكن أن ينسينا الهموم اليومية و الدائمة .. التكتيكية و الاستراتيجية .. أمضي اليوم مع هذا الإصحاح من هذا السفر مع زهرة أحفظ سيرتها جيداً فأفاجئكم بمخزوني من المعلومات عن مخزونها من السحر و المقومات .. و لمّا كنت أشتاق أكلة محشي أوراق الدغميمة التي اقترب موعد موسمها .. أختارها محوراً لهذا السفر .. و تذكرت أن اسمها هذا الذي أوردته هو اسم من بيئتنا فهل لها اسم آخر .. و أحفظ عن ذلك أنها بخور مريم ..
قصدت غوغل و سألته عن بخور مريم .. لأجد نفسي أمام سيل من الصور و الألوان و الأسماء والمعلومات .. فأربكني بجد .. فأين بعد السحر الذي سأنقله لقرائي، هل بقي لي قراء ؟؟ في كل الأحوال ذلك لا يربكني ..؟!
و عرفت عن الزهرة ما لم أكن أعرفه .. ولم أستطع أن أضيف لبحر غوغل أي معلومة لا يعرفها .. حتى اسم الدغميمة محفوظ عندهم باسم الدغنينة ..؟! و حتى أن أوراقها تؤكل محشية بالرز و اللحم معروفة عندهم .. و تهت من حيرة و إعجاب لا أدري إن بزهرة بخور مريم أم بغوغل .. ؟؟ هو بشكل ما الإعجاب بالإعلام .. أليس غوغل واحداً من أكبر إعلاميي العصر أو في الحقيقة هو أكبرهم بلا منازع ..
سحر الإعلام و تلونه أكثر من سحر الدغميمة و تلونها .. علماً أن لها من الألوان ما لا يخطر ببالكم و كله زاهٍ .. لكن .. هجرتني الدغميمة و هجرني الإعلام .. إلا فيما ندر .. و بكل الأحوال أظن أن لزوم أكلة محشي أوراق الدغميمة هجرتنا قبلها .. رز ولحم و ليمون .. و .. و .. و منين .. ماشي الحال .. لن نعدل عن المشوار برفقة الدغميمة .. و هي زهرة برية سورية من منتجات بيئة بلاد الشام .. جميلة جداً و لا رائحة لها .. ولا كلمة سأضيفها حولها .. فكلكم أصدقاء لغوغل .. أو معظمكم و الأكثرية.
فقظ إضافة صغيرة .. فالزهرة و من أسمائها أيضاً ” قرون الغزال ” تنبت في الصخور و تعجب لخيارها ذاك … فعشق الصخور لا يتماشى مع نعومتها .. لكنه خيارها .. و طالما أنها بنت البراري فلها أن تختار ما تشاء .. على عكسنا نحن أبناء الحضر فلا نملك أي خيار، حتى اختارتنا البراري و نحن في وسط مدننا المكتئبة.
لا تؤاخذوني .. أردت أن أخرج بكم من هذه الأجواء المكتظة بالطاقة السلبية .. فأدخلتكم في أجواء لا مخرج لها من الحيرة و التيه .. و آخر دعواهم .. أني أعتذر عن دعوتكم على أكلة محشي ورق الدغميمة و الحمد لله رب العالمين..
سفر الختام .. الاصحاح الرابع و الثلاثون
as.abboud@gmail.com