أمل معروف:
يعيش شباب سورية ظروفاً صعبة بسبب تبعات الحرب العدوانية لما يزيد على عقد من الزمن. وتتمثل هذه الظروف بضعف ساعات التغذية الكهربائية حيناً وقلة الوقود والموارد المالية في أحيان آخرى.
هذا الواقع فرض على طلابنا تقليص فترات الدراسة ومواجهة شتاء قارس البرودة وصيف لاهب. ودفع بالعديد من هؤلاء الشباب لاستنباط طرق تصدي لهذه المعاناة، فراجت فكرة المكتبات التي توفر الإنارة والتكييف والانترنت للطلاب بأسعار رمزية.
نجح العديد من هذه المشاريع وفشل آخرون بسبب عدم توافر الدعم.
صحيفة “الثورة” سلطت الضوء على أحد المشاريع الصغيرة الناجحة في هذا المجال والتي انبرى القائمون عليها لمساعدة الطلبة لتحقيق النجاح. إنها كافيه ومكتبة “جومار” على سبيل المثال لا الحصر في الصالحية وسط دمشق والتي يتحدث مديرها عن المشروع مفضلاً عدم ذكر اسمه، قائلاً:
بدأنا بإطلاق مشروع جومار في الأول من الشهر الثامن من عام 2020. بدأنا كافيه ثم وسعنا إلى مكتبة للدراسة. اعتمدنا على مبدأ تخديم الطلاب بأخفض سعر ممكن. تابعنا أهم مستلزمات الطلبة للنجاح، فوفرنا الكهرباء والإنترنت مع ماء بارد مجاناً إضافة إلى مكنات ثلج وثلاثة مشروبات بوقت مفتوح بتكلفة رمزية. وتم توفير جميع هذه الخدمات حتى لمن لا يملكون المال من الطلبة فوفرنا لهم بطاقات تخولهم الدخول والدراسة والحصول على المشروبات وتصوير المحاضرات مجاناً كالآخرين دون أن يكون بمقدور أحد معرفة ذلك.
لم يقتصر المشروع على هذه الخدمات، بل بحث في احتياجات الطلاب الأخرى، فلاحظ القائمون عليه تكاليف طباعة المحاضرات ورسائل التخرج الباهظة، فأدرج خدمة تحويلها من PDF إلى وورد وشحنها إلى المحتاجين في المحافظات السورية كافة بأقل تكلفة ممكنة ما زاد من شعبيتهم.
ويفخر مدير المكتبة بأن صفحتهم على الفيسبوك أضحت من أهم صفحات سورية الإعلانية نظراً لحجم إعلاناتهم الكبير، ولكون الصفحة إخبارية وإنسانية شاملة. حيث تعهدت جومار من خلالها بـ 130 حالة إنسانية حتى الآن. وتساعد جومار الطلاب الذين لا قدرة لديهم على دفع الأقساط الجامعية، فتؤمن لهم مبالغ الأقساط خلال وقت قصير. ومن الحالات الإنسانية التي تصدت لها جومار حالة أحد الشباب المصابين بالسرطان، وهو طالب في كلية الطب وتمكنت جومار من المساهمة بمبلغ جيد خلال يوم واحد فقط.
توسعت جومار لتفتح فرعاً لها اليوم في اللاذقية، في وقت تطالب جميع المحافظات بفروع فيها. حيث إن جمهور جومار كبير.. وحسب تقرير الفيسبوك لديهم 1.4 مليون من المتفاعلين على صفحة الفيسبوك الخاصة بهم خلال آخر أسبوعين فقط. ولديهم أعلى رقم مشاهدة على فيديو مثبت على صفحتنا نشر منذ -6-17 2021، ووصل عدد المشاهدات إلى 15 مليون مشاهدة وربع مليون إعجاب.
يؤكد مدير جومار أن سر نجاحهم يكمن بالتخطيط والتنظيم والإدارة الناجحة موضحاً أنهم يتعاملون مع المشروع من مبدأ إنساني لا ربحي على الإطلاق.
ويقول: تستوعب صالتا المكتبة لـ 300 طالب كحد أعظمي بنفس اللحظة وعلى مدار14 ساعة وبفترة الامتحانات والذروة تزداد ساعات العمل.
ويختم مدير جومار حديثه بالقول: كل نجاح يبدأ بفكرة، وكل فكرة تحتاج إلى تصميم وعمل ومتابعة وإرادة لتحويلها إلى واقع ملموس.
