عبير علي:
يعدّ من أفخر أنواع الأقمشة عالمياً، أبدعته أيد سورية وارتداه الملوك والمشاهير، وزيّنت لوحاته القصور، إنه «البروكار الدمشقي» ذائع الصيت، الذي تحدث عن خصوصيته لصحيفة الثورة الحرفي المبدع محمد رنكوس مبيناً أنه مصنوع من الحرير الطبيعي وتدخل عليه مادة القصب الفضية أو الذهبية التي تزيد من جماله، فالبروكار ودمشق اسمان متلازمان.
وأعاد سبب تسميته إلى رسوماته المأخوذة من الطابع الدمشقي والبيئة الشامية مثل الوردة الشامية والعاشق والمعشوق وعمر الخيام والياسمين الدمشقي والمثمنة والإثنا عشرية المأخوذة من حرفة الخيط العربي والموزاييك، إضافةً الى رسومات أخرى تعكس مدى تلاقي الحضارات وانسجامها كرسمة روميو وجوليت والكشمير والخيالة والأرابيسك والمروحة، لافتاً إلى تميزه بألوانه الباهية ولمعانه ومرونته ورطوبته في الصيف.
وعن مراحل العمل قال: يأتي الحرير بشكل «شلة» ولونه سكري وخشن وعليه مادة صمغية، ولإزالة هذه المادة نقوم بعملية «قطارة» ثم نصبغه، وبعدها عملية اللّف، فنلف الخيوط من الشلة الى البكرة لتأتي عملية «التسدية» وهي جمع ما يقارب 8000 خيط بعرض 90سم وبطول يتراوح بين «200- 250م» حسب الطول المرغوب به ثم نلفه على «مطواية» لنحصل على «مطواية السدي»، ونركبها على النول وندخل خيوط السدي بعيون النير وبعدها بالمشط وتسمى هذه العملية اللقي، وبعدها يأتي دور الحايك الذي يحيك القماش ويصبح جاهزاً، وبالنسبة للنقش يتم الرسم على ورق ميليمترات مربعة يتم تلوينها وبعدها يتم دق أو تثقيب الكرتون وتنقل هذه المعلومات من الورق إلى البطاقات المثقبة لنحصل على ما يسمى البرمجة المخزنة ويتم تركيبها على النول الذي يعطي النقش والرسمة المطلوبة.
السابق