الثورة – ديب علي حسن:
يقول المثل العامي إذا خرب الملح فماذا يبقى؟
هل لنا أن نسحب هذا المثل بمعناه العريض إلى دلالات أخرى ولا سيما في عالم الثقافة التي تعني التنوير وفعل الوعي؟
المثقفون عبر التاريخ كانوا دائما رسائل هداية نحو صيرورة مجتمعات تعمل وفق القيم الاجتماعية من محبة وتعاطف وقدرة على الإصلاح والتربية الصحيحة.
وأيضا نجد بين هؤلاء المثقفين أو أدعياء الثقافة من لا أصل له فيها إلا بمقابسات أي ترديد مصطلحات ومفردات من هنا وهناك وهو لا يعرف حتى أبعادها.
وهذا المصطلح (مثقفو المقابسات) أشار إليه الدكتور محمد عابد الجابري في كتابه المهم “المثقفون في الحضارة العربية”. وأشار إلى أن ابا حيان التوحيدي كان أول من توقف عند هذه الظاهرة.
وهذه الظاهرة في عصرنا تعرف ب(مثقفو العناوين) يردد عنوانها من هنا واسما من هناك ولكنه في عمق فعل المواقف ليس إلا تبعا يردد كما الببغاء ما لا يعرف معناه أو الدفاع عنه وقد رأينا ذلك ولمسناه في موقف الكثيرين من الحرب العدوانية على سورية مواقف الربع مواقف تقول:الجبل آمن حين تكون المعركة وحين تنتهي هيا إلى الغنائم.
في الجعبة أمثلة كثيرة
والمثقفون بعضهم شعراء وكتاب وفنانون وفي قائمة الفنانين نقع في الأسوأ بعضهم تاجر بكل شيء وربما تسمح لي الزميلة ورود سلوم باستعارة مصطلح تعفيش الكلام من صفحتها لاشير إلى الكثيرين ممن يظنون أنهم مبدعون شاملون مؤلف وممثل قد عفشوا لسنوات من الزمن الكثير مما ادعوا أنهم ألفوه وتحقق شعار (مما سمعنا وقرأنا وشاهدنا) دون أدنى إشارة إلى المصدر.
هؤلاء موجودون للأسف في الداخل والخارج وربما في الداخل أكثر قناصو الفرص انتهازيو اللحظة يعرفون كما يقال:من أين وكيف يؤكل لحم الكتف.
الوطن مهما كانت جراحه آلامه ليس حقيبة سفر نغادره حين (يضيع الصيف اللبن).
صدق من قال:المثقفون الأكثر خيانة بعضهم لأنهم الاقدر على تبريرها وفي حقائبهم الكثير مما عفشوه نعرفه ونعرف أين يريدون صرفه.