كل صنعة فيها الطفيليون، هذا ليس قولاً دارجاً فحسب، وإنما هو حقيقة ثابتة، ففي كل صنعة تجد من هو غير مختص، بل مجرد معجب ومراقب ومهتم، والمشكلة تكمن بعد فترة في ادعائه بأنه خبير في الصنعة، وإذا كان له علاقات أو عنده مورد مالي، فإنه يقدم على اقتحام الصنعة بغير وجه حق، بل ويعتبر نفسه واحداً من المراجع التي يجب العودة إليها، وبالمقابل يستصغر الآخرين ويتفلسف عليهم وليلقنهم الدروس والمواعظ.
ما أكثر هؤلاء في عالم كرة القدم !! وللأسف فكرتنا السورية هي الأكثر إتاحة لكل من هب ودب في هذا المجال، لنسأل أنفسنا سؤالاً: لماذا يوجد بوق في المدرجات؟ والجواب سهل وهو أنه يحمس اللعبة والجمهور، لكن لماذا توجد أبواق على وسائل التواصل تفعل العكس؟ لماذا يوجد من يقوم بهندسة المباراة بعد انتهائها وكأنه كان لاعباً منذ نعومة أظفاره وترك تحصيله العلمي لأجل الكرة، وتدرج فيها من الفئات للرجال ثم ترك اللعب للتدريب ثم صار من حقه أن يكون في الإدارة؟! من يفعل ما قلناه يستحق أن يكون في الإدارة، أما من تكون علاقته بالكرة مجرد التصفيق والصياح في المدرجات فلا يحق له أن يبحث عن عضوية إدارة تمنحه وجاهة اجتماعية، وبالمقابل فإن تطفله سلبي جداً وليس فيه شيء من الإيجابية فلا يدعم ناديه بليرة واحدة لأنه لا يمتلك أصلاً إيماناً بالنادي، وبنفس الوقت لا يسلم أحد من انتقاداته غير الصحيحة، لا لاعب ولا مدرب ولا إداري!!
إذا كان هؤلاء مكشوفين بالنسبة للجميع، فلماذا لا يتم منعهم بشكل قانوني ومنعهم من محاولة الوصول إلى قرار في النادي عن طريق صفحة فيس بوك أو موقع يوتيوب؟! هذا باب يجب سده نهائياً في دورينا المحلي بسبب تأثيره السلبي جداً على الإدارات وعلى اللاعبين وعلى النتائج وبالتالي على الدوري كله؟ هذا سهل، لا تتحدث باسم النادي وأنت مجرد مشجع، تفرج مثلك مثل غيرك ولا تقترح خططاً ولا تجلس محل المدرب، فلو كنا نريدك لوضعناك مدرباً أو رئيس نادٍ!!.