بشهيّةٍ عالية..

نفضتْ عن ذهنها كل ما علق به، مؤخراً، من “وساوس”..

واستعادتْ توازنها بعد جولاتٍ من معارك معنوية قاسية..

لذة من سعادة مأمولة تترقّبها بعد كل وقتٍ لا تحسبه في عدّاد عمرها..

وربما كان العكس..

ربما كانت تلك الأوقات الصعبة التي نحياها هي المفترقات التي ترسم خارطة “المميّز” من أعمارنا..

من الجيد والمفاجئ أن نحيا الأشياء بتجلّيات تناقضاتها إلى الأقصى.. لأنها كفيلةٌ بكشف أجزاء من ذواتنا نجهلها مهما تراكمت سنوات العمر.

اختبارات الحياة التي قابلتها وجهاً لوجه مرّات عديدات علّمتها تثمين لحظات الصفاء والطمأنينة وتقدير حتى تلك الأوقات التي نعتبرها عادية وربما أقل..

لكنها في حقيقتها تكون فاصلاً واضحاً بين الجميل والبشع، الجيد والسيئ، الإيجابي والسلبي.. وكل السلبيات تفجّرت في وجهها دفعةً واحدةً.

الخوف.. القلق.. الخيبة.. الخذلان.. الوجع..

مشاعر حاصرتها..

وبدورها عاشتها بتلاوين متفاوتة.. خبرتها في الصميم.. لدرجةٍ جعلتها على قناعةٍ كاملةٍ أنها بذلك ترفع معدّل حصتها من مشاعر وتجارب إيجابية.. على رأي نيتشه الذي يربط مقدار ألم المرء بمقدار ما يحصّله من سعادة.

الآن تقدّر تلك الاعتيادية التي كانت تتأفّف منها.. وتشتاق عيشها من جديد.. بعد أن هجرتها لبعض الوقت.

بتواترٍ محسوب، تعود تلك الاختبارات بشهيةٍ عالية لتظلّل يومياتها.. كمن يتقدّم نحو إحدى طرائده الثمينة..

تسخر من التشبيه الذي اختارته لتوصيف حالها..

هل هي طريدة..!

بالطبع ليست كذلك.. إنما الأيام هي طرائدها..

تندهش من كمية عنادها في مواجهة اختبارات شقية وصادمة.. وتستغرب من صورتين متقابلتين تحياهما بالتصاق شبه غرائبي..

صورتان متقابلتان.. توحّدهما ابتسامة واثقة..

وربما ساخرة من وضعين.. ظرفين.. فعلين.. كانت هي بذات الوقت المحرّك بأحدهما والنقيض في الآخر.. الفاعل في الأول والمفعول به في الثاني..

شقية.. واثقة.. مغامرة.. في الصورة الأولى.. وربما نقصَ معدّلُ هذه التوصيفات إلى شيء من شكّ لئيم في الصورة المقابلة..

هي الشيء وضدّه..

مزيج من كل الخلطات المتناقضة والمتجانسة..

ولهذا تتمسك، شغفاً، برؤوس أصابع حبّها لجماليات حياةٍ تخترعها بشهيةٍ عالية.. أعلى من حضور كل التحدّيات التي مرّت بها.

 

 

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب