أبعاد التصعيد الإسرائيلي

يسعى كيان الاحتلال الإسرائيلي لإعادة خلط الأوراق في المنطقة عبر تكثيف اعتداءاته على سورية بالتزامن مع قيام التنظيمات الإرهابية الدولية باستهداف المدنيين ووحدات الجيش العربي السوري في ريف حلب الجنوبي والبادية السورية وإطلاق التهديدات باستهداف المنشآت النووية الإيرانية.
لا أحد يشك بدور هذا الكيان الإرهابي في دعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة عسكرياً ولوجستياً وميدانياً في سورية لأسباب عديدة في مقدمتها إدامة حالة عدم الاستقرار وإطالة أمد الحرب على الشعب السوري والحؤول دون قيام واشنطن بسحب قواتها غير الشرعية من الأراضي السورية.
وكذلك الأمر يحاول هذا الكيان تعطيل التطورات الإيجابية في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين سورية والعديد من الدول العربية وبين إيران والسعودية ودول الخليج والتي يعتبرها دفناً لمشروعه بتحويل وجهة الصراع في المنطقة المرتبط بالقضية الفلسطينية.
إن هذه الملفات معروفة ومكشوفة بالنسبة لكل دول المنطقة التي تضررت مصالحها جراء التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية واستماتة الحكومات الإسرائيلية لإحداث تغيير جوهري في سياسة هذه الدول التي تعتبر إسرائيل كياناً عنصرياً عدوانياً يشكل خطراً على الأمن والاستقرار ويرفض الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وفق مبادرة السلام العربية.
إن المستجدات على الساحة الداخلية الإسرائيلية وخاصة الأزمة السياسية والاجتماعية التي تعصف بهذا الكيان واستعادة المقاومة الفلسطينية لنشاطها ضد الاحتلال فرضت نفسها على السلطات الإسرائيلية وحكومة بنيامين نتنياهو التي تحاول تصديرها في المجال الإقليمي من خلال تصعيد استفزازاتها واعتداءاتها على سورية وإيران من جهة وممارسة الضغط السياسي عبر الولايات المتحدة على دول الخليج من أجل عرقلة التطور الإيجابي في علاقاتها مع إيران.
يدرج جانب من التصعيد الإسرائيلي العدواني على سورية في سياق هذا المسعى الهادف إلى إيجاد مخارج إقليمية للأزمة السياسية التي تعصف بإسرائيل ولا يستبعد أن تلجأ حكومة نتنياهو إلى خيارات تصعيدية أكثر خطورة في حال استمرار هذه الأزمة واحتمال سقوط حكومته وهذا ما يجب أن تأخذه دول المنطقة في الحسبان من خلال التشاور والتنسيق والتعاون فيما بينها.
تتعامل سورية مع الاعتداءات الإسرائيلية بما يستجيب لواقعها وخياراتها العسكرية ويقوم الجيش العربي السوري بالتصدي للاعتداءات الإسرائيلية وإفشال أهدافها العسكرية والسياسية وهذا ما دفع العديد من القادة العسكريين في إسرائيل إلى الدعوة لتقييم جدوى هذه الهجمات وتأثيرها، حيث أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية أن تكلفة الصواريخ التي تستخدمها إسرائيل في عملياتها ضد سورية يضاهي ثمنها أضعاف ثمن الأهداف التي تصل إليها إن وصلت، وإنها لم تحقق الجدوى الأمنية والعسكرية المبتغاة وفقاً لما يتم تداوله في الأوساط العسكرية الإسرائيلية وتشكل عبئاً سياسياً على الكيان في علاقات الدولية وخاصة مع روسيا الاتحادية.
يراقب ويتابع حلف المقاومة المستجدات الإسرائيلية الداخلية والخارجية ويقوم بتحليلها والوقوف على أبعادها القريبة والبعيدة، ولذلك لن يكون في وارد الانجرار إلى معركة تريدها إسرائيل دون إغفال الرد على هذه الاعتداءات وتعزيز قدراته الدفاعية ليكون حاضراً لمواجهة أي عدوان إسرائيلي واسع ومفتوح في المنطقة.

آخر الأخبار
بعد تحقيق لصحيفة الثورة.. محافظ حلب يحظر المفرقعات تخفيض الأرغفة في الربطة إلى 10 مع بقائها على وزنها وسعرها محافظة حلب تبحث تسهيل إجراءات مجموعات الحج والعمرة  جلسةٌ موسّعةٌ بين الرئيسين الشرع وبوتين لبحث تعزيز التعاون سوريا وروسيا.. شراكةٌ استراتيجيةٌ على أسس السيادة بتقنيات حديثة.. مستشفى الجامعة بحلب يطلق عمليات كيّ القلب الكهربائي بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة التجربة التركية تبتسم في "دمشق" 110.. رقم الأمل الجديد في منظومة الطوارئ الباحث مضر الأسعد:  نهج الدبلوماسية السورية التوازن في العلاقات 44.2 مليون متابع على مواقع التواصل .. حملة " السويداء منا وفينا" بين الإيجابي والسلبي ملامح العلاقة الجديدة بين سوريا وروسيا لقاء نوعي يجمع وزير الطوارئ وعدد من ذوي الإعاقة لتعزيز التواصل عنف المعلمين.. أثره النفسي على الطلاب وتجارب الأمهات عزيز موسى: زيارة الشرع لروسيا إعادة ضبط للعلاقات المعتصم كيلاني: زيارة الشرع إلى موسكو محطة مفصلية لإعادة تعريف العلاقة السورية- الروسية أيمن عبد العزيز: العلاقات مع روسيا لا تقل أهمية عن العلاقات مع أميركا وأوروبا الشرع وبوتين : علاقاتنا وثيقة وقوية وترتبط بمصالح شعبينا