قد يحدث أي شيء في دوري العجائب، ويمكن لمتابعي دورينا الكروي الممتاز أن يشاهدوا ظواهر مبتكرة لا تحدث إلا عندنا، فخلال هذا الموسم برزت ظاهرة ملفتة بشكل كبير وهي تبادل المدربين ضمن الدوري نفسه!
فعقب كل جولة تقريباً تلجأ إدارة النادي إلى تحميل المدرب مسؤولية الخسارة وإقالته، وكأنه يجب ألا يخسر أي مدرب ولا أي مباراة!! وأن تفوز جميع الأندية وتتصدر جميعها الدوري!! لكن الحقيقة أن المدرب هو الحلقة الأضعف هنا، فلذلك يكون من الأسهل تحميله المسؤولية، وها نحن قد حققنا رقماً قياسياً بعدد المدربين المقالين للعام الثاني على التوالي، فأغلب أندية الدرجة الممتازة قامت بتغيير مدربيها بعد كل جولة إما بالإقالة أو الاستقالة.
ما يجعل هذه الظاهرة أكثر عجائبية هو أن المدرب المستقيل أو المقال لا يذهب إلى البيت، كما تردد هتافات الجمهور مطالبة بإرساله إلى بيته غير مدركة أنه تم اللعب بها من هذا الطرف أو ذاك للإطاحة بالمدرب عند أي خسارة، بل إن المدرب ببساطة ينتقل من هذا النادي إلى ذاك وليس بعد انتهاء الموسم بل خلال الموسم نفسه، وهو ما لا يحدث إلا في الممتاز السوري!!
ها هو وليد الشريف يستقيل من الوحدة على خلفية الخسارة غير المتوقعة أمام المجد والتي أدخلت الوحدة بشكل دراماتيكي في دوامة الهبوط، ليأتي قرار الإدارة بالاستعانة بأحمد عزام حتى نهاية الموسم الجاري لكن سبق للعزام أن درب الكرامة هذا الموسم، فهو بالتالي درب ناديين خلال الموسم نفسه!!
حسين عفش درب الجيش وها هو الآن مع أهلي حلب، بينما درب ماهر بحري أهلي حلب وهو الآن مع جبلة، وما رأيكم أن عمار الشمالي درب الوثبة الذي كان متصدراً ويشرف حالياً على الفتوة الذي يقترب من الصدارة!! أفلا يصح عندها أن نصف هذا الدوري بدوري العجائب؟!
هذا ما حدث حتى الآن لكن ثمة غيرهم من المدربين الموجودين الآن على رأس الجهاز الفني لهذا النادي أو ذاك قد نجدهم مع نادٍ آخر إثر أي خسارة خلال الجولات المتبقية من عمر المسابقة.
إن خلاصة قراءة هذه الظاهرة العجيبة تقول: إن تدوير المدربين ليس بسبب كفاءتهم مع احترامنا للجميع، ولا أيضاً بسبب عدم كفاءتهم، لكن الأمر واضح ولا يخفى أن الإدارات تحاول امتصاص غضب الجماهير بالطريقة الأسهل وهي الإقالة القسرية للمدرب أو شبيهتها الاستقالة وهي إجبار المدرب عليها.
كما أنه من الواضح جداً أن هناك أيادي خفية تعبث بغضب الجمهور كما قلنا إما كرهاً بالمدرب الحالي وانتقاماً منه أو للوصول إلى المدرب القادم وتعصباً له عبر دهاليز من يتدخلون في الرياضة وهم ليسوا من أهلها، والنتيجة واحدة لعملية التدوير وهي استمرار فشل المشروع الكروي العام وعدم التطور ولو خطوة للأمام في دوري العجائب!.