نقش سوري… نعيم إسماعيل

الملحق الثقافي- علي حبيب:            

نعيم إسماعيل (و. أنطاكية 1930 ـ ت. دمشق 1979) مصور عربي سوري مارس التصوير الزيتي وفن الفسيفساء والرسم الصحافي والإخراج الفني وقدم فناً حديثاً بروح عربية.. وكان على صلة بالزخارف العربية والتراث الفني العربي.. وهو واحد من أربعة أشقاء كلهم من رجال الفكر والفن التشكيلي العرب السوريين، وهم أدهم وصدقي وعزيز ونعيم، أبناء علي إسماعيل. أصلهم من عرب لواء اسكندرونة هاجروا من اللواء بعد سلخه عن سورية عام 1938، وكان لهم أثر كبير في النهضة الأدبية والفنية التي شهدتها سورية منذ فجر الاستقلال.. وقد التقى مع شقيقه أدهم في الأهداف، واختلفا في المصادر والمعالجة.
ولد نعيم في أنطاكية وتوفي في دمشق، وكانت موهبته الفنية المبكرة خير دافع له ليتابع الدراسة في اسطنبول في المدة ما بين 1949 و 1953 بإشراف أخيه عزيز (ولد عام 1927) الذي كان قد سبقه إلى دراسة الفن وأقام هناك إلى عام 1962. لكن نعيم لم يكتشف نفسه إلا حين نزح إلى دمشق عام 1955 وتعرف أحياءها القديمة وما تحفل به من زخارف عربية، وما في هذه الزخارف من إمكانات.(1)
أعماله الفنية
تدل لوحاته الأولى، في دمشق، على بداية رؤية فنية خاصة، وعلى بداية تكوين مفهوم جديد للشكل الفني يستمده من الزخارف التي غدت لديه تمثل جوهر الأشياء.. وتمثل لوحته «بائع البطيخ» (1956) تعبيراً واضحاً عن هذا الأسلوب الخاص.
كانت القضية الجوهرية التي تهم نعيم إسماعيل أن يجعل «الزخرفة» التي كانت زينة للأشياء، قادرة على التعبير عن الموضوعات الإنسانية والاجتماعية والسياسية لتصبح تصويراً، بالمعنى الدقيق للكلمة، بعد أن يدخل عليها التعديلات الفنية لتكون لغة حديثة تقوم على جذور في التراث العربي.. لهذا حذف التكرار الرتيب منها، واستعاض عنه بالمفاجأة، وجعل الوحدات الزخرفية تتناسق وفق مفاهيم التصوير وما فيها من بعد وقرب، وعلاقات بين المساحات، وتناغم بين الألوان.. وقد استعان بلغته الحديثة هذه ليقدم المضامين السياسية والاجتماعية في أعماله.. وإذا كان في لوحاته «الرحيل» (1964)، و«الفدائي» (1969)، و«الأقصى يحترق» (1969)، و«حرب تشرين» (1973)، ما يؤكد التزامه السياسي، فإن لوحاته: «كسّار الحجر» (1960)، و«ماسح الأحذية الصغير» (1961)، و«الشاحنة» (1976)، و«الحمّال» (1977) تعكس بوضوح التزامه الاجتماعي.
وقد اختلفت لوحاته الفنية من حيث الأسلوب وفق الموضوعات التي عالجها، إذ بدت تزداد واقعية كلما عالج موضوعاً سياسياً أو اجتماعياً، في حين أنها تبتعد عن الواقع حين يتصدى لتجارب لها طابعها الشاعري والإنساني مثل لوحتي «دور» (1973)، و«زخارف» (1974).
عمل نعيم إسماعيل في الصحافة مخرجاً ورساماً، في المدة ما بين 1958-1970، وأصبح بعدها مديراً للفنون الجميلة في وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية حتى وفاته.. وقد تعددت إسهاماته الفنية وكذلك المواد التي استخدمها في أعماله، لكن هوايته المفضلة كانت الفسيفساء وقد ظهرت في عدة أعمال مهمة له من بينها لوحة على الواجهة الرئيسة لمبنى نقابات العمال بدمشق ولوحة جدارية في مدينة الطبقة على واجهة سد الفرات.
    

العدد 1144 –  16-5-2023  

آخر الأخبار
تعاون متجدد بين وزارة الطوارئ واليونيسف لتعزيز الاستجابة تبادل الخبرات والاستثمارات السياحية مع الإمارات اجتماعات وزارية مشتركة في الرياض.. فرص استثمارية واعدة وتعاون زراعي استكمال مشروع دار المحافظة بدرعا ينطلق من جديد حماة تستعد لانطلاق مهرجان ربيع النصر إدخال بطاطا وخضار مستوردة يلحق خسائر  بمزارعي درعا طرطوس تبحث رؤيتها الاستثمارية والتنموية أبناء عشائر السويداء يؤكدون حقهم في العودة لمنازلهم وأراضيهم منصة صحية ومركز تدريب سعودي- سوري مستشفى دمر التخصصي بالأمراض الجلدية يفتح أبوابه لخدمة المرضى الاستثمار في سوريا قراءة في تجارب معرض دمشق الدولي الليرة تتراجع والذهب يتقدم "تجارة حلب".. إعادة تنشيط الحركة الاقتصادية مع وفد تركي "إدمان الموبايل".. خطر صامت يهدد أطفالنا د. هلا البقاعي: انعكاسات خطيرة على العقول السباق النووي يعود إلى الواجهة.. وتحذيرات من دخول 25 قوة نووية جديدة ترامب: اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة.. و"حماس" مستعدة للتفاوض الحرب الروسية - الأوكرانية.. بين "التحييد الاستراتيجي" والتركيز على "العمليات الهجومية" أسماء أطفال غزة تتردد في شوارع مدريد العراق يعيد تأهيل طريق استراتيجي لتنشيط التجارة مع سوريا التحولات السياسية وانعكاسها على رغبة الشباب السوري المغترب بالعودة