الملحق الثقافي- علم عبد اللطيف:
كان في نقطة البدء رسْماً.يقول الحكاية هكذا
ثم لا يُعيدْ.
لم يقيّض له أن يُعيرَ الحواضرَ شكلاً جديداً..
ولا أن يُعمّمَ نعتَ الرسوم.
أو هو.. لا يريد.
أراد استباقَ الرواية بافتراض الكلام.
قبل أن ينتهي فيها حبيساً..
ويُرفع فوق المباني
وفوق المدى سياجٌ..
يزدهي بالحديد.
قال هذا وذاك..
وقال كما لا يبتغي
أن يقول.
لم يعرف الضوءَ عند الشروق.
كما لم يُفاجأ بنذير الظلام عند
الأفول.
وقلنا.. المدى ضيّقٌ.
وليس فيه مساحة عمرٍ نطال فيها رؤىً.
أو مكاناً نغيّر فيه الصفات
فالأماكن قلّما بدّلتْ قُمْصَها..
هي لا تحُول.
لك أن ترتدي يا أليف السكوت
قليلاً من ثياب الأمان..
تبلّلَ منها
المكان..
هذا الذي ندركُ أنه تعذّبَ باليباس..
وبين الطلول..
تشبّه بالطلول.
وقال..
سأرضى بما صرتُ إليه.
بعيداً سأبقى.. ولا أبتغي في رحيلي
الوصول.
هو البوحُ غايةٌ لا تشي أبداً بالمَقول
فيه شكايةُ سرٍّ يجول.
يغلّقُ كلّ نوافذ دُور المدينة
يقول.
هاهي إني أراها..تواسي بيَ أبوابَها.
وأعرف ما من ضيوفٍ وافدين الديار.
يسألون لماذا هي هكذا..
أو ما بها.
هل يا ترى لم يقُل زائرٌ عن شكاةٍ لها أن تُذيعَ..
ما الذي رابَها.
هي كل ما حوَت هذي الأماكن. ليس فيها
حجُرات أُخَرْ.
لا ترتجي أن تلاقي سبيلاً.
ولا تهتدي في طواف القلوب
بأيّ اثرْ.
هي في هذي الرواية صارت.
تردّد عهداً له وقتُ تلاشيه ما إن يَحين الضحى
تقول..
ها أنا..بانتظار القمرْ.
العدد 1145 – 23-5-2023