الثورة -آنا عزيز الخضر:
تقوم مديرية المسارح والموسيقى بفعاليات من شأنها رفد المسرح، ودعمه بكل ماينهض به في جميع الاتجاهات.. من الناحية الفنية والتقنية الثقافية والفكرية، كما هو تأمين الكودار الأكاديمية، ورفده بالدماء الجديدة، والبحث عن المواهب دوماً، مثلما هو التكريس للحيوية الدائمة، الكفيلة بجعل المسرح حاضراً، يقدم الأفضل دوماً، مؤمناً بمستقبله الأكثر تميزاً.
آخر ماقامت به مديرية المسارح والموسيقى دورة إعداد الممثل بإشراف المخرج “مأمون الخطيب”… حول الورشة وأهدافها ومنهجيتها تحدث قائلاً: أقوم بالإشراف على ورشة إعداد الممثل، في بادرة جديدة من مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة السورية، هذه الورشة تعتمد المواهب الشابة في سورية في سعيها للعمل على موهبتها، واقتناص الفرصة للتدريب الأكاديمي على الطريقة المنهجية.. في إعداد الدور التمثيلي، وإعادة تشكيل الجسد، والصوت اللازمين للعمل في فنون الأداء، وخاصة فن المسرح ، مع الإعداد الممكن للآلية النفسية والفكرية والثقافية اللازمة.. وستتوج هذه الورشة بعرض يتجه العمل فيه للجمهور على خشبة مسرح الحمراء في دمشق.
وتابع المخرج صاحب التجربة الطويلة في عالم المسرح مقدماً نصائح كثيرة للممثلين استقاها من تجربته وترجمة أحد الكتب الاختصاصية في هذا المجال مبلوراً لخلاصة تجربة عريقة وعميقة في عالم تقنية الممثل فقال: نصائح للممثلين الجدد، لا يصح أبداً تشجيع أو عدم تشجيع ممثل مبتدئ، ولكن أن نضعه أمام واقع وصعوبات مهنة التمثيل.
إذا كانت لكم “بنية جسدية جيدة” فهذا أحسن وأفضل.
إذا كانت لكم “بنية جسدية غير جيدة” كونوا على وعي بها، لكن لا تجعلوا منها عقدتكم.
لا تنسوا بأنكم تزاولون هذه المهنة من أجل السمو بذواتكم والارتقاء بها، ماذا يفعل الممثل؟ إنه يلعب: وهذا يعني كل شيء،
الفن كذبة، إنكم أكذوبة حية.
يتعين على الممثل ألا يفرق بين الوجود والتظاهر بالوجود، بين أن يكون وأن يتظاهر بأنه يكون ويوجد كشخصية مسرحية.
لا تلعبوا شخصيتكم، وإنما العبوا شخصياتكم.
الغاية من المسرح هو إنتاج الجمال وخلق المتعة الجمالية والفنية.
الجمال يوجد في كل مكان، حتى في الشر، الكل يرتبط بكيفية التعبير.
شئنا أم أبينا، المسرح إيمان وعقيدة.
إن تقنية الممثل تشكل وسيلة وليست غاية، نقصد بالتقنية مجموع الوسائل التعبيرية المتنوعة التي تكون في متناول الممثل: التنفس، النفس، الصوت، النطق، الإلقاء.
إذا أخذتم نفسكم جيداً، وفي المكان المناسب من حواركم، فإن المتلقي سيتنفس في اللحظة نفسها التي تنفستم فيها.
إن الصوت هو مجرى النفس، إنها الأفضل والأهم مما يمكن التعبير عنه على الخشبة.
إن ميزة الصوت ترتبط برنته أكثر مما ترتبط بقوته.
تجنبوا الصوت الصادر عن الحنجرة، يجب أن يصدر من أعماقكم وأحاسيسكم، كمثل: الصوت، الإلقاء لا ينفصل عن التعبير.
علينا أن نتكلم بشكل طبيعي، ولكن هذا لا يعني السقوط في الغوغائية والابتذال.
يجب أن لا نبرهن، أن لا نستدل.
إن الفن الحق هو الذي يشرح النص من دون أن ينتبه الجمهور لذلك ستكونون طبيعيين في أداء دوركم عندما تدركون حقيقة الشخصية.
إن الشخصية هي التي تكون طبيعية وليس الممثل.
أما بالنسبة للتلقائية في أداء الدور فإني أفضل الحديث عن الوعي والتأمل العميق فيه.
إن الصرامة في العمل هي كل شيء.
كلما كنا موهوبين كلما تطلب هذا منا عملاً أكثر.
أعطوا الانطباع بأنكم ترتجلون حواراتكم، بمعنى انسوا بأنكم حفظتموها عن ظهر قلب.
كونوا دائماً في مستوى أقل من قدراتكم الحقيقية.
إذا لم تحترموا نص المؤلف فإنكم ستصبحون بدوركم موضوعاً.
إذا لم تندمجوا في شخصياتكم، فإنها لن تكون مقنعة على خشبة المسرح.
تعلموا مراقبة الممثلين الكبار، وتعلموا أيضاً مراقبة ذواتكم وانتقادها.
أن تهاب الجمهور أو الفزع هو مرض يلازم الممثل، بل نقول: إنه ميزة الممثلين الكبار، وإذا كنا لا نشفى منه أبداً فإننا نستطيع معالجته على الأقل.
لكن في المقابل، يعتدّ القلق أو التوتر سمة الممثل الضرورية، لأنه يحثكم على التساؤل حول ما تفعلون.
على الممثل أن يمتلك نوعين من الميزات: تقنية وشخصية تتمثل في السخاء الوجداني العاطفي والصدق.
لا تتخذوا ظروف العمل السيئة ذريعة للكسل والتهاون.
أقنعوا أنفسكم بأنكم سوف لن تكونوا أبداً موضوع حب وإعجاب لدى الجميع، وهذا أحسن وأفضل.
لا تتكلموا كثيراً عن المسرح وإنما مارسوه.
لا تنهزموا، فإذا يئستم نتيجة فشلكم في عرض، فإنكم لستم بممثلين حقيقيين.
الفنان بحاجة إلى أن يخطئ، ففي الأخطاء يجد حقيقته.