المجتمع الدولي “الصامت”
افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير أحمد حمادة
ما يسمى المجتمع الدولي، ومنظماته السياسية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، إذ يفترض بهاتين الأخيرتين تحديداً التحرك لفرض السلام في منطقتنا وردع الكيان الإسرائيلي ولجمه عن إرهابه وعدوانه بحق سورية وفلسطين ولبنان، هذا المجتمع الدولي مازال يمارس دور المتفرج على إرهاب هذا الكيان العنصري، وكأن هذه البقعة الجغرافية من العالم ليست من اختصاص منظماته تلك، أو أن تحقيق الأمن والسلم فيها، الذي هو أساس عملها واختصاصها، لا يعنيها في شيء.
ففي كل مرة يقوم بها هذا الكيان بعدوانه على سورية، كما يفعل يومياً في فلسطين، نجد الصمت المطبق من هذه المنظمات، تماماً كما حدث صباح اليوم حين قام الكيان الإسرائيلي بعدوان على سورية مستهدفاً نقاطاً بريف دمشق، وحين بقي مجلس الأمن صامتاً، والأمانة العامة للأمم المتحدة لم تحرك ساكناً، وعواصم الغرب التي تزعم يومياً دفاعها عن حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب وقد ابتلعت ألسنتها.
فلا مجلس الأمن الدولي تحرك بشكل عاجل كعادته في مناطق وقضايا أخرى، ولا الأمين العام للأمم المتحدة تحمل مسؤولياته في إطار ميثاق الأمم المتحدة، ولم يستنفرا لحفظ السلم والأمن الدوليين لأن الأمر لا ترضى عنه واشنطن، ولم يدعوا إلى اتخاذ الإجراءات الحازمة والفورية لمنع تكرار العدوان الإسرائيلي، كما هو حالهما في غير بقعة من العالم، وكما هي بياناتهما حين تأتي الضغوط من واشنطن على أجهزة المنظمة الدولية لتمرير المشيئة الأميركية.
إن هذه العربدة الإسرائيلية تستدعي من أجهزة الأمم المتحدة، التي يفترض بها الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، التحرك الفوري والعاجل لوضع حد للإرهاب الإسرائيلي، وفرض إرادتها على هذا الكيان وإجباره على احترام قراراتها المتعلقة باتفاقية فصل القوات ومساءلته عن إرهابه وجرائمه بحق المنطقة برمتها، وعن دعمه المستمر للتنظيمات الإرهابية.
وما لم تفعل ذلك، فإن هذا الكيان العنصري، الذي اعتاد الإرهاب، ونشأ على الاحتلال، سيستمر بصلفه وعدوانه، وسيبقى الرقم واحد في انتهاك ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.