لا يوجد جدل أن الفريق الذي حاز على بطولة الدوري الكروي الممتاز، كان الأفضل بمجمل مسيرته هذا الموسم، فاللقب إنما يعني أنك بذلت كل الجهود والإمكانات لإحرازه، حتى لو تعثرت هنا وهناك، لكن الخط البياني للفريق يشير إلى صعود مطرد نحو قمة القائمة، وتالياً الفوز باللقب.
لفتت انتباهنا تعليقات رئيس نادي الفتوة أن النادي حصل على اللقب، لكنه سيكون أقوى الموسم القادم ليحافظ عليه، وهذا بالضبط هو المطلوب من إدارات الأندية، ألا تقبل بالوضع الحالي لها حتى لو تميزت وتفوقت على غيرها، وبالمقابل هناك تصريحات حول تشرين جديد كلياً يكون متفوقاً، ومنافساً شرساً على اللقب الموسم القادم.
إن تقديم نسخة أفضل من الدوري يكون بالدراسة العميقة لأخطاء النسخة الماضية، كذلك دراسة الإيجابيات، من أجل العمل على شقين، الأول هو معالجة الأخطاء والسلبيات، والثاني هو تطوير وتحسين ودعم الإيجابيات بالمزيد، ولنأخذ الفتوة مثالاً، فمن أهم الإيجابيات التي أدت إلى حصوله على اللقب هو عدم الاكتفاء بالأبناء، فالرياضة اليوم احتراف حتى لو كان الفريق كله مكوناً من غير أبنائه، وهذه الإيجابية نرى أنها يجب أن تعم الدوري كله عبر الانتقالات المحلية على الأقل، فعندما يلعب ابن الوثبة لتشرين والأهلي …إلخ يحدث التنوع الذي يؤدي إلى الخبرات المطلوبة لدى الجميع.
أما السلبيات فكثيرة للأمانة، ولكنها بالطبع يمكن معالجتها وتلافيها، ولنضرب أمثلة عن السلبيات سهلة العلاج مثل الجدول الدقيق للدوري من دون تعطيل وتأجيل وتقديم وتأخير، ومن الأمثلة أيضاً إحقاق العدالة، فالقرارات القانونية يجب أن تطبق على الجميع بلا استثناء، وننتظر من الجهات المعنية محاسبة الحكام المخطئين، وليس فقط اللاعبين والأندية التي تكون ردود أفعالهم ناجمة عن أخطاء الحكام، ولعل القانون الرادع وهو إبعاد الحكم المسيئ عن الدوري مايجعل للدوري نكهة أفضل بكثير مما سبق.
خلاصة القول: إننا جميعاً مسؤولون عن نسخة قادمة أفضل من الدوري، اتحاد الكرة أولاً وإدارات الأندية، ومشجعوها، والإعلامي من موقعه والداعم من موقعه، ونرى أن دورينا لمس تحسناً الموسوم الماضي، لكنه ليس كافياً، وحق لنا أن نطمع أكثر ونسعى لتحقيق طمعنا في نسخة أفضل من الدوري.