البيت الدّمشقيّ متحف وأناس يصنعون السّعادة

الثورة- رفاه الدروبي:
يأسرك البيت الدمشقي بكل تفاصيله بغرفه وإيوانه ماأحيلى سهراته والجلوس في شرفاته وهناك ركن تحت الدالية تحيط أصص الورد الجوري من كل الجوانب بين تلك الجدران عاد الباحثان مازن ستوت وأنس تللو ليطرقا القلوب بأجمل الأيام وأرقها حيث أفردا ندوة قصيرة لها عنوانها «الحياة الاجتماعية في البيت الدمشقي القديم» ضمها المركز الثقافي في أبو رمانة.


اعتبر الباحث مازن ستوت الحياة الاجتماعية متفردة في البيت الدمشقي فالأسرة تمتلك الحب وتحنو على بعضها البعض في بيت احتوى الأجداد والأباء والأحفاد إنَّه اتساع منزل متعدد الأجيال بعد تزويج الذكور داخل بيت العائلة حوار وتلاقح أفكار ومهما اختلفوا فهم أسرة يجمعها الحب والإخلاص ونهاية المطاف اختلاف الرأي لايفسد للود قضية إنَّه سحر المكان والزمان وعذوبة وروعة العطر والياسمين في العائلة الدمشقية تربية وطموح وعطاء الأقارب يلفها الفل الظليل والمتوجة بعطر وياسمين يتسلق على الجدران، لافتاً إلى أنَّ المدينة كانت تتميز بطابع متفرد يتجسد بالتكافل الاجتماعي وعزة النفس والعطف وجدهم جد وهزلهم هزل رافقة رقة ألفاظ وتراكيب جميلة تعبق بالود والكياسة واللطف والثناء والامتنان قصص وحكايات وذكريات تدور بين الحارات والأزقة تشكل عقداً واحداً فيما بينهم ويلفهم حب وإلفة توارثها الدمشقيون بمشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم والقيام بالواجب تتجلى بالأعراس والحج والعزاء فتشكل نسيجاً مترابطاً لا يميز بين غني وفقير .


وانتقل خلال الندوة إلى وصف ربات البيوت حيث يعملن من الصباح الباكر حتى المساء، ويحملون على عاتقهم أعمال المنزل تبدأ بتحضر أشهى المأكولات وتجفيف الخضروات لفصل الشتاء وصنع المربيات ونهاية عمل طويل يستقبلون الضيوف في الليوان أو الطابق الثاني بجانب المدفأة شتاء.
بدوره الباحث أنس تللو وازن بين أيام خلت حملت الإلفة والانسجام والتناغم ورجال أشداء أقوياء ونساء صابرات أناس عاشوا مئات السنين على رحابة العيش ولايمكن نسيان صوت ضحكات نساء وأطفال يتراشقون المياه من بحيرة وسط الفسحة السماوية للبيت.
على حين أكَّد بأنَّ البيت الدمشقي كان أشبه بمتحف يضمُّ أناس يصنعون السعادة والتأمل والراحة النفسية فكل غرفة لها دور بأسلوب بناء صمم تصميماً فريداً فالشرفة والإيوان ودهليز طويل يؤدي إلى داخل البيت كي يحافظ على خصوصية الأسرة ونوافذ يرى الواقف داخل الغرف كل مايدور في الخارج ولايمكن أن يراه أحد بيت بسيط ندخله وكأنَّنا دخلنا الجنة منوِّهاً بتوزيع غرف البيت شتوية تدخل لها الشمس كي تخفف برد الشتاء وغرف عكس اتجاه الشمس يكون الجلوس فيها لتخفف من حرارة فصل الصيف كي يشعر قاطنوه بالبرودة والانتعاش.
خاتماً الباحث تللو حديثه عن حياة اجتماعية يشعرك كل شيء فيها بالاشتياق إلى أبواب ونوافذ نوافير بيت يعبق بالحب نهجرها اليوم وانتهت أيامها ولم نعد نكترث لها.

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر