الثورة- يمن سليمان عباس:
تناقلت وسائل الإعلام العالمية بهدوء خبر وفاة عالم الاجتماع الفرنسي آلان تورين الذي بلغ من من العمر ما يقارب القرن وقد استطاع في مسيرته الفكرية أن يغير الكثير في محطات علم الاجتماع.
ويعتبر آلان تورين من أهم علماء الاجتماع المعاصرين، عمل باحثاً في المجلس الوطني للبحوث الفرنسية حتى سنة 1958، وأسس مركز دراسات علم اجتماع العمل في جامعة تشيلي في سنة 1960، ليصبح بعها باحثا في إيكول «إيتوديس» في العلوم بباريس، واشتهر بتطويره مفهوم مجتمع ما بعد الصناعي.
ولعالم الاجتماع عدّة مؤلفات من بينها، نقد الحداثة ومن أشهر أعماله
براديغم جديد: من أجل فهم عالم اليوم 2005، الحركات الاجتماعية، ما هي الديمقراطية؟، وعدة مؤلفات أخرى..
وحسب الدارسين لفكره فقد سعت السوسيولوجيا مع تورين إلى الانتصار للفعل بدلاً من الانتصار لما يسمى بالنسق الذي يرتبط بمفاهيم مثل الوظيفة، الدور، الثبات، التكيف أو الاندماج الاجتماعي. فقد كانت السوسيولوجيا في أواسط القرن العشرين ترتبط بنظرية تالكوت بارسونز (Talcott Parsons) التي لم تتجاوز إطار المؤسسات، والتي تقوم بتغييب دور الفاعل الاجتماعي، وتتمثل المجتمع ككائن حي يخضع للتطور العضوي، باعتبار أن الإنسان جزء من العالم الحي، والمجتمع والثقافة جزء من تقدم الحياة. وعلى الرغم من أن السوسيولوجيا النقدية حاولت الكشف عن الوهم الذي أثارته السوسيولوجيا الكلاسيكية حول المعايير والأدوار والوظائف، واعتبار أن هناك ما يسمى بعلاقات الهيمنة والسيطرة، فإن هذه السوسيولوجيا نفسها سرعان ما سوف تتحول أسلحتها النقدية إلى ضدها، نظرا للمغالاة في دور الفاعل وفصله عن انتمائه داخل النسق الاجتماعي.
وقد اعتبر تورين أن السوسيولوجيا الكلاسيكية تصور المجتمع على أنه مجرد نسق منظم يستمد وجوده من تقدمه وتطوره المتواصل عبر عملية التنشئة الاجتماعية والتكيف الاجتماعي والضبط الاجتماعي. كما اعتبر أن مشكلة السوسيولوجيا النقدية التي تتمثل في التفاعلية الرمزية والفردانية المنهجية تكمن في تمجيد الفاعل، وتقوم بتضخيم إمكانياته الإستراتيجية، وإغفال القضايا الكبرى المرتبطة بالقوة).
وبرحيل تورين يفقد علم الاجتماع العالمي واحداً من أهم أركانه ولاسيما التيار العقلاني الذي لا يرغب به الفكر الغربي ..
وقد صدرت معظم مؤلفاته مترجمة إلى اللغة العربية .