قدم طلاب الشهادة الثانوية العامة والتعليم الأساسي مادة الرياضيات، وعبر عنه الكثير منهم ووصفوه بالكابوس حتى بعد اجتيازهم هذه المرحلة المصيرية التي يتوقف مستقبلهم عليها.
يخشى أغلب الطلاب الخوض في امتحان الرياضيات، ويحسبون له ألف حساب، ويشاركهم الآباء الخوف والقلق والتوتر من خلال المبالغة والتضخيم في الحديث عن أهمية هذه المادة وصعوبة التحصيل الدراسي فيها، ومن يقم باستطلاع لوجوه الآباء والأمهات أمام أبواب المراكز الامتحانية في يوم الامتحان، يدرك ماذا يعني أن يخرج الطالب منتصراً في هذه المعركة.
أسئلة الرياضيات في امتحان الثانوية العامة والتعليم الأساسي بعض الطلاب، وأرهقت عقولهم، واستنزفت طاقاتهم، والبعض الآخر أصابه الملل واستبد به القلق والتوتر الذي قاده إلى العجز عن التفكير والإجابة عن بعض الأسئلة والاستسلام للحالة الذهنية الطارئة وتسليم الورقة الامتحانية قبل انتهاء الوقت المخصص، وبالتالي إزاحة هذه المادة إلى التكميلية.
أسباب كثيرة تجعل الطلاب ينفرون من هذه المادة، وبالتالي الإخفاق في الامتحان، ولاتتسع سطور هذه الزاوية لشرحها، ولكن بالمختصر المفيد نستطيع القول إن الطلاب يتعلمون الرياضيات، ولكن لايعملون أبداً بالرياضيات أي هناك نقص في مساحة المبادرة.
فمن خلال العمل نستحوذ على المادة العلمية ونتملكها، وعندما نستحوذ العلم ونتملكه فإننا نحبه، وبالتالي يجب أن يجد الطالب نفسه بمواجهة مع المسألة أو التمرين، قادراً على البرهان واستنتاج الحلول، بحيث لايكتفي فقط بأن يجد في الدرس الصيغة الرياضية التي يجب تطبيقها لكي يصل إلى حل التمرين.