ما الذي يحتاجه التفكير الناقد، وخاصة في التوقيت الحالي…؟
ألا يحتاج أكثر من أي وقت مضى، إلى البصيرة والمعرفة والتذوق الفني، رغم اعتراض معتنقي النقد الحديث معتبرين أن خصائصه تغيرت، وأصبح متفلتاً من كل المناهج ويحتكم إلى ذائقة الجمهور…!
ولكن كيف تصاغ تلك الذائقة وهل فعلاً يمكن الاحتكام للذائقة الجمعية في وقتنا الحالي…؟
وهل يعني ذلك أن معاهد النقد التي تدرسه أكاديمياً لم يعد لها معنى…؟
وماذا عن تلك الأهداف التي يشتغل عليها الناقد من تطوير المحتوى أياً كان نوعه بصرياً أو أدبياً، من خلال تحليله للنصوص لمعرفة مدى الإتقان أو الخلل فيها، بالاستناد إلى علم المضمون، والمعنى، واللفظ …. وصولاً إلى معرفة قيمة النص ومساعدة المتلقي على فهم مختلف.
إذا هدف النقد عكس ما ينادى به اليوم، وعكس تلك المحاولات الرامية إلى الانسجام مع راهن ما يقدم أياً كان مجاله، وخاصة ما يختص بتلك الأنواع التي تتماهى مع لغة السوق، مثل السينما والدراما، وكل تلك الفيديوهات التي أينما اتجهنا تحاصرنا.
بالفعل كل هذه النتاجات البصرية لا تحتاج إلى لغة نقدية ممنهجة، لأن صناعها يحاكون رنين المال، الذي يأتيهم بالاستناد إلى كثرة المشاهدات واللايكات، لقد تغيرت المعطيات التي يمكن الاحتكام إليها، ولكن ألا يبدو أنه تغير وقتي، وكم من تلك النتاجات البصرية، سيخلده الزمن، أو سيبقى، أم إن هذه اللغة الإبداعية التي تعتنق الفكر والفلسفة وأهمية أن يكون لكل منتج رسالة تضاف إلى المتعة، أضحت معالم آيلة إلى الانقراض..
نعيش اليوم مع تقلبات في المعطى الفكري، وإن كان غياب النقد أحد أبرز تلك التقلبات إلا أن الحال لن يستقر على هذا النحو، فكل ما نعيشه مجرد خلل بالنهاية سيفضي إلى استقرار فكري يمكن له أن يظهر ليكون لدينا منتج ثقافي ذكي على غرار الذكاء الاصطناعي…!
السابق
التالي