الثورة _ علا مفيد محمد:
عندما يصبح الذكاء نوعاً من المتعة، يُخلق الإبداع الذي يتطلب الشجاعة والجرأة في التخلي عن الثوابت.
فالإبتكار والإبداع هو ما يميّز ما بين القائد والتابع، ومعظم الناس لا يرون أنفسهم مبدعين وذلك لأنهم يربطون الإبداع بالتعقيد، إلا أن الإبداع في حقيقة الأمر هو البساطة.
ولأن سورية كانت وما زالت الحاضنة للإبداع والمبدعين، انطلقت يوم أمس منافسات المرحلة الأولى للبطولة الوطنية لعلوم الروبوت لعام 2023، والتي تقيمها إدارة الأولمبياد العلمي في هيئة التميز والإبداع بمشاركة 135 فريقاً من مختلف المحافظات.
جدلٌ كبير حول ماهية الذكاء الإصطناعي (الروبوت)، وتخوّف البعض من فكرة حلوله في المستقبل بديلاً للبشر.
إيضاحات
تساؤلاتٌ كثيرة طرحتها «الثورة» على الدكتور مهيب النقري عميد كلية المعلوماتية في الجامعة السورية الخاصة ورئيس مسابقة الروبوت حيث أوضح بقوله: نحن الآن في البطولة الوطنية للروبوت لعام 2023 والتي قد بدأنا بها منذ عام 2014 كأعضاء بشكل رسمي في أولمبياد الروبوت العالمي منذ 2015 وفي كل عام تقام بطولة تؤهل الفرق الوطنية لتشارك في الأولمبياد العالمي والذي سيكون في (بنما) وعنوان المسابقة تحدده الدولة المستضيفة لذلك كان عنوان المسابقة لهذا العام هو (Connecting people) أي (ربط الناس)، تضم هذه البطولة ثلاث مسابقات، الأولى مهام الروبوت لثلاث فئات عمرية هي الفئة الابتدائية للأعمار من الـ 8 حتى 12 عاماً لتصميم روبوتات تسهم في الحفاظ على الحياة البحرية، والفئة المتوسطة للأعمار من الـ 11 حتى 15 عاماً لتصميم روبوتات خاصة بالبنى التحتية في قاع المحيطات تساعد في صيانة الكابلات البحرية وتنصيب مزارع المخدمات البحرية، فيما تختص الفئة العليا للأعمار من الـ 14 حتى 19 عاماً بتصميم روبوتات خاصة بمرافئ ذاتية القيادة.
أما الثانية فهي مسابقة مبدعي المستقبل، وتضم أيضاً الفئات العمرية الثلاث الابتدائية والمتوسطة والعليا، وتم تخصيصها لتطوير نماذج روبوتات تساعد في ربط البشر والأماكن بطريقة مستدامة، أما الثالثة فهي مسابقة مهندسي المستقبل للأعمار من الـ 14 حتى 19 عاماً، وتتضمن تصميم روبوتات لسيارات ذاتية القيادة بسرعات قياسية تتحدى الزمن.
الأكبر هذا العام
ونوه بأن مسابقة هذا العام تعتبر الأكبر من حيث الفرق إذ ضمت 134 فريقاً قسمت إلى 3 تجمعات، وهي تجمع دمشق من محافظات «دمشق وريفها والقنيطرة والسويداء» إضافة إلى تجمع حمص 1 لكل من محافظتي «حماة وحمص» وذلك في المركز الوطني للمتميزين، وكذلك تجمع حمص 2 لكل من محافظات «اللاذقية وطرطوس وحلب» أيضاً في المركز الوطني للمتميزين.
وأشار أنه من تلك الفرق سيتم تأهيل 47 فريقاً للنهائي يتنافسون ليتم اختيار الفريق الوطني والمميز في هذه البطولات، لافتاً أننا نشارك كل عام في الأولمبياد العالمي، وتحقق الفرق السورية نتائج متقدمة تتمثل في المرتبة الثانية أو الثالثة على مستوى العالم فمشاركتنا هي الأقوى بين الفرق العربية.
كيف دخل الروبوت حياتنا؟
حول ذلك بين الدكتور النقري بالقول: بدأنا بأعمار صغيرة بالتعاون مع وزارة التربية من خلال مدارس المتفوقين حيث شاركت 22 مدرسة للمتفوقين، والعام القادم سيكون لدينا 37 مدرسة، وهذا تعاون مثمر جداً، كما نقوم بتأهيل الفرق بالروبوتات التعليمية كي يساعدهم في المرحلة الثانوية حيث تكون مهاراتهم قد أُصقلت بشكل جيد فيبدأون بمشاريع روبوتية يستفيدون منها لاحقاً في الصناعة، ونحن نعرف أن الذكاء الإصطناعي أصبح داخلاً في كل المجالات، وفي الوقت الحالي نعمل على إدخال مادة التقنات التطبيقية للمناهج في مدارس المتفوقين من الصف السابع حتى الثالث الثانوين وهذا مهم جداً لأنها علوم العصر، علوم البرمجة وأمن المعلومات التي تهم طلابنا بشكل كبير ولهم شغف فيها.
السلبيات والإيجابيات
وأكد أن خوفنا من الروبوت كخوفنا من الحاسب فيما سبق، وها قد دخل مجالات عملنا وخلق فرص عمل جديدة وأصبح العمل الفكري والإبداعي هو الطاغي مستقبلاً ومن المؤكد أن الروبوت سيُحدث مهارات جديدة تحتاج للتعليم والتفوق.
أما عن السلبيات فتلك تعود للأخلاقيات فإذا استخدمنا هذه التقنات بعيداً عنها سيؤدي ذلك إلى إشكالٍ كبير.
وحول المهن التي سيحل محلها الروبوت ذكر أنه من المؤكد أن الكثير من المهن ستزول كما زالت بعد ظهور الكمبيوتر لكن حينها ظهرت مهن جديدة وهذا هو التطور العلمي فكل المهن التي تعتمد على المهارات التكرارية اليدوية سيقوم الروبوت بها، ولن يتسبب بالبطالة كما يظن البعض، فكثيرٌ من العيادات والأطباء يعتمدون على تجهيزات روبوتية وحواسيب وغيرها وأصبح مساعداً لهم، ولن يحل محل الأطباء ولا المهندسين بشكل كامل.
بدورها روت لنا المشاركة نيرمين الدوهجي من الصف التاسع أن اهتمامها بالروبوت بدأ في الصف الثاني حيث سجلت في الجمعية العلمية السورية وتعلمت الفك والتركيب والبرمجة وأنها في بداية الأمر استمتعت بالفك والتركيب إلا أنها شعرت بالإنجذاب أكثر للبرمجة لأنها تحتاج فكر أكثر، وأوضحت أن مشاركتها الأولى كانت في الصف السابع و كانت مشاركة مميزة جعلتها تحب الروبوت أكثر ومن خلال تلك التجارب زادت خبرتها وتعلقها بالروبوت.
أما المشارك تيم مكارم من فريق (ملوك الفوز) تحدث لنا عن الروبوت الذي صنعه بالتعاون مع فريقه بأنه روبوت يمشي في حلبة وعليه تفادي العقبات الموجودة بألوان مختلفة بأن يكون قادر على التمييز بين هذه الألوان والالتفاف حولها وتخطيها, وقد بدأ اهتمامه بالروبوت بعمر صغير حيث كان كأي طفل تلفت انتباهه الألعاب المتحركة كالسيارات وكان يتعمد فك كل لعبة موجودة ليتعرف عليها أكثر ويبحث في الإنترنت حتى أُحدثت هيئة التميز والإبداع التي شجعتهم على الانضمام وتعلموا فيها كيفية التعامل مع الروبوت وكيفية جمع القطع وبرمجتها ضمن بيئة مناسبة للقيام بذلك.